عبد الكريم المدي
سرّي للغاية.. للسفير أحمدعلي والتحالف!
الثلاثاء 23 ابريل 2019 الساعة 11:37

كيف أقول وماذا أكتب وعمّن أتحدث؟
من الأخير وبدون مقدمات طللية.
اسمحوا لي أن أتجاوز وأستفزّ بطرح هذا السؤال الصادم:
هل تتوقعون أن إعلاميا وأستاذا بوزن مهيوب الحمادي أحد أهم مؤسّسي قناة اليمن اليوم في صنعاء والقاهرة ومدير عام الأخبار فيها لثمان سنوات، يتلظّى للشّهر الثاني على التوالي أمام قائمة طويلة من الاحتياجات الأساسية يبقى أخطرها وأمرّها أنه لا يستطيع دفع إيجار الشقة ولا تمكين أولاده من التعليم؟ 

وهذا بالطبع حدث بعد خروجه من قناة اليمن اليوم، التي  لم يُسأل حينها لماذا خرج أو قُلّ قدّم استقالته منها( بعيدا عن خبابير حاجة اسمها قناة أخرى سيعمل فيها) لأنه لا وجود أصلا لشيىء اسمه قناة أخرى.

المهم..مهيوب الحمادي ،يا قوم، هذا القامة والقيمة الكبيرتين، المهني، الذكي، المبتكر، المخلص  والأستاذ لجيل كامل، والله عيب أن  يصل به الحال إلى أن يجد نفسه في الشارع أو على سلم الطائرة في طريق العودة وتعلمون إلى أين؟
(إلى لجنة استقبال العائدين في صنعاء التي ستقوم بواجب الاستقبال وتنظيم المؤتمر الصحفي فورا)

ما يجري عيب في حق الجميع، وعيب مضاعف ألف مرة أن يعجز الحمادي عن مقاومة هذا الواقع الصعب وأسلحة الجفاء والنسيان التي أشهِرت في وجهه ووجه غيره.

أعرف أن كتابتي هذه وكشف مأساته التي يسترها بعزة نفسه وصبره، ستزعج البعض وستزعجه أولا: لكني - والله - مستعد لأن أخسر علاقتي به وبمن سيزعجه هذا الكلام مقابل إنقاذ وضعه ووضع أسرته.

يا أحباب اسمعوا ما أقوله بتجرد ..
الأستاذ مهيوب الحمادي قد يكون نموذجا لكثير من الزملاء والقيادات التي تئن دون أن يجد أنينها أبوابا مشرعة إلى مسامعكم فيظل متشرنقا على نوافذ الصد وما أدراك ما الصد.

وتأدُّبا..عُذرا.. أقول ،لمن أرهقه كلامي هذا، فلا أريد في الواقع أن أسهب فيه واوسع من مجرى تدفُّقات الاحباط..فقط، أود أن أعلن لكم بالفم المليان أن هذا الزميل العزيز وُضِع اليوم أمام الأمر الواقع ، وأمام خيار وحيد، قد يكون مفزعا وكاريثيا على الجميع إن حدث ،وأحسبه كذلك إن لم يتنبه سعادة السفير ورجل المواقف أحمد علي عبدالله صالح، وقيادات المؤتمر وكل صاحب ضمير حي وحتى التحالف العربي نفسه.

وبألم  وأمل أكرر ..يا كِرام هل أستطيع أن أرجوكم تحلون موضوعه هو وغيره من الإعلاميين والصحفيين الذين غادروا صنعاء بعد إنتفاضة 2ديسمبر وإستشهاد الزعيم والأمين رحمهما الله، وتمكُّن بعضهم من التحليق إلى القاهرة لمواصلة النضال والتعب والبعض تقطعت به السُّبل في عدن ومأرب وبقى هناك، وثالث عاد تحت ضِل وضَلال الصرخة يؤدي شروط الطاعة أو في السجن؟

وهل أستطيع أن أحصل منكم على موقف وردّة فعل سريعين لتدارك هذا الأمر وحل مشكلة الأستاذ مهيوب حلّا يتسم بالديمومة وليس ترقيعا لشهر أو شهرين؟
 ومن ثم التفكير بأوضاع الآخرين الذين يعانون هنا بصمت وقد تجدون بعضهم في مقالتي التالية؟

ولِمن اراد محاكمتي بطريقته فله ذلك ،لكن عليه أولا: أن يعلم  بأنه يستحيل صمتي أمام مواقف وقضايا كهذه التي وجدت مناسبا ووجوبا عليّ إثارتها من خلال اطلاق هذه الاستغاثة التي أضيف حولها وأقول:
 بداعي القبيلة والمروءة والوطنية والإنسانية التفتوا للناس المحسوبين عليكم.
اغلقوا آذانكم واعصبوا عيونكم عن المنافقين والمتمصلحين ومناشير النمامين والفاسدين وفقراء الاحساس بالآخرين.
ظلّوا كبارا كما عهدناكم ، كي نكبر بكم ومعكم ويكبر بكم الوطن الذي نحن بحاجة إليه وهو بحاجة لنا جميعا.. تجاوزوا أخطاءنا إن وجدت وهفواتنا إن حصلت وعيوبنا أن وقعت وتقصيرنا إن حدث. 
إحرجونا بتسامحكم وعظمتكم.. علمونا بسموكم ونبلكم وإرثكم وكرم وفائكم.

خذوا بأيدينا كي نكون جنودكم المخلصين وحرّاس المبادىء والقيم والفضيلة والدولة التي تسعون لإستعادتها. 

ختاما:
لعلّي لا أبالغ إذا قلت إن اليمنيين ينتظرون منّا أن نُحرر الوطن ونحن نبحث عن إيجار شقة أحد أكبر وأهم إعلاميٍنا.
وشعبنا ينتظر اللحظة التي يحزمُ فيها الانقلاب أمتعته ويغادر صنعاء ونحن الساعة نوشك على أن نحزم حقائب الحمادي كخيار أخير للعودة إلى جحيمه وإستثمار ذلك للإطالة في عمره.

همسة أخيرة:
لم يعد هناك مجال لغض الطرف عن قضايا هامة كهذه يعلم الجميع مدى حساسيتها، سواء إنسانيا وسياسيا، أو حتى عسكريا واستراتيجيا.