محمد عبدالله القادري
5 أسباب + 5 أهداف = اغتيال حسن زيد
الجمعة 30 اكتوبر 2020 الساعة 14:20

التعامل بموضوعية وواقعية تجاه حادثة ما ، يتطلب عدم الاستعجال و الانتظار حتى تتباين المواقف والاجراءات والادعاءت والاتهامات ثم تطبيقها على الواقع لنستطيع معرفة حقيقة من يقف وراء ما حدث وما هي الأسباب والأهداف.

 لم نكن نستطيع ان نوجه أصابع الاتهام نحو الحوثي في اغتيال حسن زيد من خلال ما نقوله بالتلقاء المباشر ، كون ذلك يعتبر نوع من المكايدة الإعلامية ، ولكن تعامل الحوثي مع القضية كان بمثابة تعري وفضيحة كشف انه من نفذها ومن يقف خلفها.

 تلخبط الحوثي واستعجاله باغلاق ملف القضية وعدم امتلاكه لأدلة ضد من يتهمهم  جعلتنا نوجه اصابع الاتهام نحوه  ونستعجل في اطلاق اتهامنا له ، وهو ما يظهر  خمسة  أسباب وخمسة أهداف تقف وراء ما فعل.

  الأسباب والأهداف.

السبب الأول : على صعيد الجانب الفكري.

هناك خلاف فكري داخلي وسط قيادات ميليشيات الحوثي يتمثل في الخلاف بين المذهب الزيدي والقيادات المتأثرة بفكر الطائفة الاخرى التابعة لإيران ، وحسن زيد كان يعتبر الرجل الأول للمذهب الزيدي وقائد جناح الزيدية داخل ميليشيات الحوثي.

الهدف الأول: قامت ميليشيات الحوثي باغتيال حسن زيد بهدف محاربة الجناح الزيدي حتى لا يحدث اي خلاف فكري داخلي مستقبلاً ، فالرجل اذا ظهر باختلافه معهم سيؤثر بشكل كبير داخلياً وسيؤدي ذلك لانقسام داخل صفوف الميليشيات.

 السبب الثاني: على صعيد جانب العلاقات مع إيران.

كان حسن زيد يحمل نوع من الخلاف تجاه إيران وهذا الخلاف ناتج من الخلاف الفكري المذهبي الذي يتضمن اعتبار طائفية إيران محاربة للزيدية بينما الثانية تعتبر المذهب الزيدي يسيئ لآل البيت ، بالاضافة إلى انتقاد حسن زيد لإيران بعدة منشورات .

الهدف الثاني : بالتوقيت بعد وصول السفير الإيراني لصنعاء بأيام قليلة ، قام الحوثي بأغتيال حسن زيد حتى لا يظهر أي اختلاف بينه وبين السفير ، وحتى لا يظهر اي خلاف مستقبلي يكشف عن انقسام داخلي تجاه علاقة الميليشيات مع إيران.

 السبب الثالث: على صعيد الجانب الإعلامي.

كان حسن زيد يصرح بعض تصريحات تكشف عن التوجه الحقيقي للميليشيات ، وهو الأمر الذي لا يجب ان يظهر كونه يفضحها وينتج عنه ردود عكسية إعلامية وشعبية نحوها.

الهدف الثالث : قام الحوثي بالقضاء على حسن زيد للتخلص من مشكلة تتعلق بالظهور الإعلامي المؤثر على مظهر الجماعة.

 السبب الرابع : على صعيد السياسة الخارجية.

بعد وصول السفير الإيراني صنعاء ، كان هناك استياء دولي ضد الحوثي تمثل في انزعاج أمريكا والمبعوث الأممي ، بالاضافة إلى تورطه بالارهاب من حيث احتضانه لشخصيات ارهابية من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبنانيوهو الأمر الذي شكل خسارة سياسية للحوثي تجاه المجتمع الدولي.

الهدف الرابع : قام الحوثي بأغتيال حسن زيد ، من أجل اظهار وجود نشاط ارهابي يستهدفه وهو الأمر الذي سيجعل المجتمع الدولي يقف معه ويدعمه بحجة محاربة الارهاب ، مما يرجح الكفة لديه على مستوى السياسة الخارجية.

 السبب الخامس: على صعيد الجانب العسكري.

بعد فشل الحوثي في التقدم بالجبهات نحو مأرب والسيطرة عليها ، وهو الأمر الذي لاقى ايضاً استنكار اقليمي يدينه من حيث استهداف المدنيين والنازحين ، اراد الحوثي ان يستخدم طريقة يحصل من خلالها على دعم عسكري وضوء اخضر دولي تمكنه من السيطرة على مأرب .

الهدف الخامس: قام الحوثي بأغتيال حسن زيد بالتزامن تحليق طائرات أمريكية بدون طيار في مأرب لملاحقة عناصر ارهابية هناك ، وذلك من اجل ان يظهر ان هناك تسلل من تلك العناصر إلى صنعاء لأغتيال قادته ، وهو ما يمكنه من استقطاب امريكا والمجتمع الدولي نحوه لمساندته في التقدم نحو مأرب والسيطرة عليها بحجة محاربة العناصر الارهابية هناك ، وهي نفس الحجة التي استخدمها الحوثي في بداية انقلابه ليتمدد ويسيطر على الكثير من المحافظات.