محمد عبدالله القادري
الإرهاب وإضعاف القبيلة أمام الحوثي
الأحد 15 نوفمبر 2020 الساعة 15:03

رغم أن كلاهما إرهاب، تنظيم الحوثي الخاص بالسلالة الهاشمية والتابع لإيران ، والتنظيمات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة وغيرها، إلا ان الحوثي بتبعيته المعروفة لإيران ذات الوجود السياسي واتخاذه بعض خطوات كسب تأييد الموقف الدولي ضد البقية، بالإضافة إلى ان الحوثي استطاع اقناع الغرب ان شعار الموت لأمريكا شعار سياسي ويتضمن الموت الثقافي فقط ، وفي الوقت الذي استطاع الصاق تهمة الاغتيالات التي حدثت داخل صفوفه بالقاعدة وداعش ليظهر ان تلك التنظيمات تتحد في استهدافه واستهداف مصالح أمريكا ، استطاع ان يجعل هناك نوع من التغاضي الدولي نحوه ودعمه بحجة محاربة التنظيمات الارهابية الأخرى.

 لسببين أثنين

الأول: الجهل داخل بعض المجتمعات القبلية وعدم وجود الوعي.

الثاني: العرف القبلي الذي يقتضي وقوف القبيلة مع أي من أبناءها حتى لو كان مجرم وحمايتها لكل من يأتي إليها سواءً كان إرهابي أو غيره.

وجدت التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ان بعض المجتمعات القبلية في اليمن ، بيئة مناسبة لترعرع أفكارها وتعزيز قوتها مما سيجعلها تحقق اهدافاً في الداخل اليمني وتتجه نحو الجزيرة العربية والشرق الأوسط ، فتسللت لتلك المجتمعات وانطلقت لتنفيذ أنشطة لفتت الرأي الداخلي والخارجي وولدت استنكاراً كبير محلي ودولي ، وأساءت بنفس الوقت للمجتمع اليمني وللقبيلة اليمنية.

بقدر ما كان هذا النشاط الإرهابي داخل بعض المجتمعات القبلية كسبب لتقديم دعم سياسي دولي كبير للحوثي استخدمه كوسيلة خداع استطاع من خلالها الانقلاب على الدولة والجمهورية ويجعل قبضة الحكم في صنعاء للسلالة الهاشمية وهو ما يعتبر اضعاف للقبيلة اليمنية.

بقدر ما كان هذا النشاط سبباً لانقسام القبائل اليمنية.

فاستنكار بعض القبائل اليمنية للأنشطة الإرهابية التي تنطلق من داخل قبائل أخرى، جعلها تقف مع الحوثي وتسانده بحجة الوقوف ضد الإرهاب، وأصبحت تتصور حينها في بداية الانقلاب ان من لم يقف مع الحوثي ليس إلا ارهابياً وداعشياً ، بل ان هذا منع تواجد توحد قبلي في بداية الانقلاب لصد الحوثي للدفاع عن الجمهورية ، فسقطت الجمهورية والدولة بحجة محاربة الإرهاب  ولم يسقط الإرهاب إنما حل محلها الإرهاب الحوثي .

الأمر الآخر، أن منهج الحوثي الذي يطعن في عائشة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من المعتقدات التي تسيئ لبعض الصحابة رضوان الله عليهم ، كان سبباً لوجود التطرف داخل بعض القبائل اليمنية التي احتضنت بعض عناصر ارهابية نكاية بالفكر الذي يغذيه التنظيم السري داخل السلالة الهاشمية.

ففكر الحوثي الارهابي المتطرف داخل الهاشمية هو سبباً لإيجاد أفكار متطرفة آخر في بعض مجتمعات القبائل اليمنية، ومن هنا نكتشف علاقة التطرف بإنشاء تطرف آخر.

ما نريده اليوم هو ان نجعل القبيلة اليمنية ذو موقف موحد ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية كلها الحوثي والقاعدة وداعش وغيرها ، فجميعها ضد الدولة والجمهورية كون كل طرف منهما لديه مشروع دولة خاص به مفصل بشكل الولاية الهاشمية وولاية الخلافة وغيرها وكلها تتعارض مع الدولة اليمنية الممثلة للقبائل اليمنية وكل اليمنيين.