محمد عبدالله القادري
أعيدوا فلوس الناس يا قيادة معركة تعز
الثلاثاء 6 ابريل 2021 الساعة 14:34

عند انطلاق معركة تعز الأخيرة ، كان يتوقع الجميع أن تحرر كامل تراب تعز وتستنزف ميليشيات الحوثي بشكل كبير ، خاصةً وان انطلاقها جاء في ظل فرصة مواتية عند انشغال الحوثي بمعركة مأرب ، وهو ما يجعلها تستكمل تحرير تعز بسهولة وتخفف الضغط الحوثي على مأرب ، ولكن ما حصل كان العكس إذ انها لم تستطيع التقدم الكبير بل خسرت عدة مواقع كانت مسيطرة عليها سابقاً ولم تستنزف الحوثي ليسقط ضحاياه بشكل كبير ولم تخفف الضغط على مأرب ، وهذا ما يعد فضيحة كبيرة ووصمة عار في جبين قيادات تعز العسكرية.

 ما يقارب خمسون الف جندي يتبعون محور تعز العسكري.
هذا العدد كافي لأن يحرر كل تعز ويأمنها بوقت قصير.
أنا شخصياً اطالب ان تمنحوني قيادة هذا العدد من الجنود وسألتزم بتحرير كامل تعز وإب والتقدم نحو صنعاء.
ولكن للأسف جيش محور تعز بكامله لم يستطع التغلب على اربعة الف عنصر ميليشاوي حوثي يسيطرون على جزء من مدينة تعز وعدد من مديرياتها ويحاصرونها من شرقها إلى غربها.

والأسوأ من ذلك ، ان قيادة معركة تعز لا زالت مستمرة في جمع التبرعات بعد فشلها.
وكان يفترض ان تعيد ما أخذته من اموال من الناس تقدر بمئات الملايين من الريالات جمعتها من تبرعات في المساجد والمدارس والتجار وجميع ابناء تعز.

فالناس قدموا الدعم المادي والنساء تبرعت بحليها على أساس استكمال تحرير كل تعز ، وما دام ان قيادات معركة تعز لم تفي بالشرط ولم تحقق اي تقدم يذكر فعليها ان تعيد ما أخذته من الناس وتعتذر لهم ، لا ان تستمر في جمع التبرعات ويصل بها الأمر لخصم مبالغ من مرتبات موظفي تعز.

يجب محاسبة قيادة معركة تعز على الفشل في المعركة عسكرياً وعلى جمع التبرعات ومصادرتها، ويجب الكف عن خصم مرتبات الموظفين ، إذ لا يعتبر ذاك إلا ان قيادة تعز تنظر لمعركة الحرب على اساس انها مشروع استثمار يجب ان يدر لجيوبها الكثير من الاموال لا مشروع تحرير يجب ان يخلص كل تراب تعز من ميليشيات الحوثي.

 هناك أسباب عدة لفشل معركة تعز.
السبب الأول: وجود الفساد في المؤسسة العسكرية وعدم وجود التدريب المطلوب والبناء المؤهل.
إذ اغلب قوات محور تعز البشرية عبارة عن أسماء وهمية والبعض عناصر في المنازل ، ولا يوجد في الميدان سوى قلة قليلة من الموارد البشرية عسكرياً.

والحل هنا يكمن في تطهير المؤسسة العسكرية من الفساد والقيام بتدريب وتأهيل عسكري مناسب ، واعطاء الخبز لخبازه ، يجب ان تكون القيادات مؤهلة ومتخصصة.
السبب الثاني : الاقصاء والتهميش لبقية الاطراف وادخال تعز في اتون صراع داخلي اعاق وحدة صفها.

التعامل الحزبي ومحاولة الاستحواذ من قبل طرف واحد ، أظهر ان قوات تعز كانت سابقاً أقوى من اليوم.

استبعاد أبو العباس واقصاءه اظهر ان تعز كانت قوية بشكل كبير سابقاً عند تواجده ، بل وان كتائب ابو العباس هي من قامت بعملية التحرير السابق في تعز وان قوات محور تعز لم تحرر شيئ ولو كانت قامت بعمليات تحرير سابقاً لما فشلت اليوم في احراز أي تقدم.. فكتائب ابو العباس التي لم يتجاوز عددها عدد لواء عسكري هي أقوى من خمسين الف جندي يتبعون محور تعز.

والحل هنا يكمن في تخليص تعز من عملية الاقصاء والتهميش واشراك جميع الاطراف وجعل تعز لكل التعزيين وكل اليمنيين لا لطرف واحد واليد الواحدة لا تصفق.

السبب الثالث : عدم وجود التوجه الصادق لتحرير تعز من الحوثي عبر اتخاذ خطة مطلوبة تتضمن انطلاق كل جبهات تعز والتقدم لتحريرها من الامام باتجاه الحوبان والشرق والغرب.

اذ كان توجه حزبي ينظر للمناطق للمحررة وليس للمناطق غير المحررة ، ويهمه استهداف الاطراف المناهضة للحوثي لا استهداف الحوثي ، فكان توجه جزءي هدفه السيطرة على المحرر وسرقة جهود الغير في تحرير عدة مواقع سابقاً وانسابها لنفسه.

من جهة أخرى فإن مبررات قيادة معركة تعز العسكرية عن فشلها يعتبر عذر أقبح من ذنب.
فمثلاً عندما ادعت ان تراجعها من مواقع عسكرية سببه اختراق الحوثي لارقام هواتفها وارسال رسائل لجنودها بالانسحاب.

أليس هذا المبرر دليل على ان قيادات معركة تعز العسكرية تدير معاركها من غرف النوم ومواقع التواصل وليس من الميدان العسكري.

القائد العسكري يتقدم صفوف المعارك ويلقى اوامره وتوجيهاته عبر صوت شفهي في الميدان لا عبر اتصال جوال.

من يلقون بفشلهم في ساحة المعركة على الاتصالات بحجة اختراقها من قبل الحوثي ومراقبتها ، فعليهم ان يعلموا ان الحروب والمعارك سابقاً وعبر التأريخ تم خوضها في ظل عدم وجود جوال موبايل ولا واتس ولا فيس بوك ، ويجب ان يعلموا ان وسائل الاتصالات وجدت للتواصل المدني والسؤال عن الاهل والاقرباء وتفقد احوال الاصدقاء والاستفسار في اعمال ادارية وشخصية وعائلية معينة وليس لادارة معارك عسكرية.