رياضة تراثية تهامية مهددة بالإندثار
الخميس 11 يناير 2018 الساعة 15:56
الرأي برس - متابعات

يحرص الشاب عمر الزرنوقي من ريف الحسينية بمحافظة الحديدة (غربي اليمن) على تناول وجبته المفضلة المكونة من حليب الإبل والدخن الممزوج بالسمن البلدي الذي يمنحه الطاقة لممارسة رياضته المفضلة المتمثله في القفز من على الجمال.

وتعد رياضة القفز من على الجمال، من أغرب الرياضات في العالم, ويتفرد بها أبناء قبيلة الزرانيق في تهامة دون غيرهم وهي رياضة شعبية قديمة توارثوها عن أجدادهم ويعدونها تقليداً فريداً وجزءا من هويتهم التراثية.

والزرانيق تعد من أكبر القبائل اليمنية التي سكنت سهل تهامة ويبلغ عدد سكانها نحو 90 ألف نسمة، وعرفت قبيلة الزرانيق بالشجاعة والقوة كما كان لقبيلة الزرانيق دور في مقارعة الحكم العثماني ومن بعده الحكم الإمامي.

ومنذ مئات السنين, ظل أبناء القبيلة يمارسون رياضة القفز من على الجمال في المناسبات الدينية مثل الاحتفال بالمولد النبوي والشعبانية والإسراء والمعراج وعيدي الأضحى والفطر وفي الأعراس أيضاً.

عمر البالغ من العمر 18 عاماً والذي يمارس هذه اللعبة منذ طفولته يستطيع القفز من على طابور طويل من الجمال وحتى سيارة من نوع شاص بكل سهوله نظراً للياقة البدنية العالية التي يتمتع بها.

يقول عمر لـ”المشاهد” أنه بدأ ممارسة هذه الرياضة التي ورثها عن والده وهو في العاشرة من عمرة وفي بداية مشواره كان يقفز على الجمل وهو على الأرض أما الآن فهو يقفز فوق أربعة جمال ويسعى لتحطيم الرقم القياسي وهو القفز من فوق سبعة جمال.

وأضاف بأنه يحرص على التدريب باستمرار وتناول أكل صحي ومتوازن لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية أو نسب عالية من الدهون ليحافظ على رشاقة جسده ويحقق الالتزام بالنظام الغذائي الموافق للجهد الرياضي الذي يبذله.

وبحسب حديث عمر, أنه يتوجب على اللاعب الذي يمارس هذه الرياضة اتباع نظام غذائي خاص من أهم مكوناته التمر وحليب الإبل والدخن بالاضافة الى اللحم، وعدم تناول الحوامض بشكل عام.

إقرأ أيضاً  مغادرة الروس لصنعاء .. صفقة مع الرياض على جثة صالح؟
عمر الذي يعشق هذه الرياضة منذ طفولته بات يخشى من عدم تحقيق حلمه بتحطيم الرقم القياسي في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية التي لاتمكنه من التفرغ للتمارين اليومية وتوفير الغذاء المناسب.

وأكد لـ” المشاهد” بأن هذا النشاط الرياضي الفريد من نوعه بات مهدداً بالاندثار بسبب الأوضاع المعيشية القاسية التي تعصف بالمواطنين خصوصاً في الريف التهامي الذي تفاقمت فيه الأزمة الغذائية وانتشرت المجاعة في أوساط السكان.

وأضاف بأن العشرات من أبطال اللعبة أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة على التوقف عن ممارستها، والتوجه للعمل في المدن والمزراع من أجل إعالة أسرهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر في تهامة.

ولفت الى أن تدهور الأوضاع المعيشية جراء الحرب المستمرة في البلاد منعت الكثير من اللاعبين المحترفين لرياضة القفز من فوق الجمال من ممارستها فيما ساهمت في تدهور مستوى لاعبين آخرين.

وبحسب عمر, أدى تدهور الظروف المعيشية للسكان الى توقف سباق اللعبة الذي كانت تقيمه القبيلة كل يوم إثنين كتقليد أسبوعي منذ القدم يمارسون خلاله رياضتهم المفضلة ويحافظون عليها من الاندثار.

ويعاني سكان الحديدة منذ أكثر من عامين من الجوع والفقر المدقع، ويعيش كثير منهم تحت خط الفقر حيث باتوا عاجزين عن توفير الطعام والماء والاحتياجات الأساسية بسبب توقف مصادر الدخل.

وتعاني مديريات المحافظة من نقص حاد في الغذاء، وسوء تغذية عند الأطفال والأمهات، إضافة إلى ارتفاع عدد المرضى وانتشار الأوبئة والأمراض، مثل حمى الضنك والتيفوئيد والكوليرا، وانعدام أبسط الخدمات العامة.

وتفشت المجاعة في أوساط الطبقة الفقيرة والمعدمة في محافظة الحديدة الساحلية التي يعتمد غالبية سكانها على الزراعة والصيد وانتشرت من القرى إلى العزل والمديريات، لتضع سكان 26 مديرية في المحافظة تحت خط الجوع.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات