ن ……..والقلم
اطلت..فأخضر قلبي عطرا .. - عبد الرحمن بجاش
السبت 17 مارس 2018 الساعة 11:22
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة



 

يطل المطر بنطفه ، فيخضر الزرع ..وتشجن سنبله ..
تطل هي فيمطر قلبها زنينة غبش ..فيكبر شوق قلبي نتف من سحابة جازعه...تحمل مطرها الى حيث تهفوا قلوب للمطر…
لافرق بين امرأة ومطر ...كلاهما يهمي ، كليهما يقطرخلاصة العشب ، ورحيق قمر ….

واكتشف أن قطع الموسيقى هن في حقيقة الأمر خلاصة خلطة تكونت من ورود وازهار،  وروائح مسك،  وبخور، وامراة جميلة في مكان ما …

الشعر هو امرأه ، والقصيدة خلاصة جمالها ، والكلمة الجميلة رحيقها ، أما الحرف ، فكل حرف دمعة هاطله من عين امرأة استثنائية ، تتواجد اين ينموا العقيق ، واوراق الزيزفون ، وحيث تغني فيروز للبحر …..
وصوت الريح ، والرعد، والبرق، وحفيف الشجر ، ونسيمات الغسق الاخير من الليل ، همسة امرأة في اذن عاشق ….احبك ..

خرير المياه ، وصوت ناي يتهادى مع انسياب مياه الجداول ، وجيتار يشدو بانشودة عشق مذهبه ، في حقيقة الأمر ابتسامة امرأة عطره ….

واذا تهادت أشعة قمر في ليلة صيفية على سطح سحابة آيبة من موعد ليلي ، فاعلم أن البحر يتحول إلى رحيق ياسمين ، يصب كله في قارورة عطر معقود على جسدها سوار من جلد من ياسمين ، يطوق عنق الزجاجة الانثى بريحة زمرجد ، يتدفق من عيني امرأة ترسل ابتسامتها الى عيني حبيبها نسيمات من هواء ليل يسافر في انفس الحالمين بغد من عطر ….

ألقى عليها تحية المساء ، فأرسلت اليه قارورة عطر رد التحيه ...وعادت تقول له : هل شممت اللحظة عطرا ؟ ، قال بل شممت البحر مسكا ، وبخور ، وعقيق ،ولآلئ من عيون تبرق ، كلما القى قمر الليل تحيته ، واناب عنه عينيها ، وذهب لينام …...كيف يمكن للقمر أن ينام؟ سألها ، ردت بسحابة شاردة ، توزع مطرها على افئدة العشاق غسقا ….

عند الشهقة الاولى ، كانت ملكة الليل تمر على أزقة المدينة توزع دموعها في قوارير صغيرة من عطر ، كان الليل قدآب ، ولم يبق في الشوارع سوى عساكر من ورود ….

عند المنحنى الاول ، سقطت قطرة من قارورتها ، فتحولت الى نهر من رحيق ، اختلط برائحة ملكة الليل ، لتتحول المدينة إلى امرأة من شهقة عطر ….
حتى الريح راح يصفر عطرا, شهقات اطفال ، واشتهاء النذور …

سألها بوجل ، وخجل رجل ، وارتباكة لحظه : من اتيتي بها قارورة العطر ، ابتسمت صوتا ، وضحكت برقا ورعدا ، قالت : جمعت كل دموع فرحي ….. لأحتفظ بك لوحدي عطرا ….تفوح منها إلى عمق اعماق بحاري ومحيطاتي …..
كان القمر قد صحى من تعبه : تعبت عرسا ، ولنا غدا موعد ولقاء ….
حتى عصافير العطور آبت الى مخادعها ، كانت اعشاشها تفوح برائحة عطرها …..
كانت امرأة من عطر …...

السبت 17 مارس 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات