قصيدة - أحمد عبدالغني الجرف
الأحد 19 أغسطس 2018 الساعة 07:57
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

سأختصرُ اﻷسرارَ , أخذلُها كَشْفا
فلمْ يَبْقَ شيءٌ في الضلوعِ لكيْ يَخْفى

لقدْ فاضَ منِّيْ الشَّوْقُ حتَّىْ أذَلَّنيْ
و لَقَّنَنِيْ حَتْفِيْ , فمَا أصعبَ الحَتْفَا !!

خيالُ الّتيْ أهْوى جِبَالٌ تُحيطُ بِيْ
و أطْيَافُهَا مِنْ كلِّ فَجٍّ أتَتْ زَحْفا

لقدْ كبِرَ الشوقُ الّذيْ كنتُ لا أرى
لهُ أثرًا , هَاْ .. إنَّهُ حولِيَ الْتَفَّــا !!

لهُ اﻵنَ أنْيَابٌ !! لهُ اﻵنَ قصَّةٌ
تعشعشُ في الجدرانِ , تسْتوْطنُ السّقْفا !

طيوفُ التيْ فارقتُها في ضيافتِيْ
مهِيْمِنَةٌ مُذْ بِتُّ في الغُرْبَةِ / المَنْفَى

أحسُّ معانيْها تدبُّ بأضلعيْ
ملامحَها , أنفاسَها , صمتَها اﻷصفى

هديلَ مراياها , بقيَّةَ عطرِها
فساتينَها ,مكياجَها , اللينَ و اللُطْفا

و كلَّ شعورٍ ضَمَّخَتْ مُهْجَتِيْ بِهِ
و كلَّ هوىً أظهرتُهُ فيَّ و اسْتَخْفَى

أداعبُ روحيْ بالأمانيْ لعلَّهَا
تقرِّبُ أشواقِيْ إلى روحِها زُلْفَى

سلامٌ عليها كلَّما اجتزتُ فكرةً
على سفحِ صنعاءَ التيْ لم تَمتْ قصْفا

سلامٌ عليها حينَ تمسيْ قصيدةً
و تصبحُ وردًا ناعمًا يشْبهُ العَزْفَا

تراقبُ -عن طرفٍ خفيٍّ- مَكَامني
و تكتمُ قلْبيْ حينَ يسْأنفُ النّزْفا

أ تعلمُ أنّيْ كنتُ قبلَ مجيئها
صبيًّا كثيفَ اللغوِ , لا يحسنُ الوصفا

و أنّيَ لولاها لَما كنتُ شاعرًا
و لا كنتُ -لولا حفْظُها-(أحمدَ الجَرْفا)

لقدْ شقَّ قلبيْ البعدُ , لم يبقَ داخلي
من الصّبرِ بيتٌ يطمسُ الليلةَ اﻷلْفــا

متى تنتهيْ بعدُ المسافاتُ هذهِ
نبلّلُ بالضوءِ الفضاءَ الذيْ جَفّـا !!؟

متى أيها الدربُ المشَوّهُ تمّحي !!
فنستأنفَ الميلادَ و العطرَ و الحرْفا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات