ن………..والقلم
اشتقت للعيد … - عبد الرحمن بجاش
الأحد 19 أغسطس 2018 الساعة 14:10
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة



الأحد 19 اغسطس 2018
 

اشتقت للطاسة ، يرد عليها المرفع، اشتقت للطماش ، اشتقت لصوت عمتي ، اشتقت للرز قاسم صالح، اشتقت لرفاق الطفولة في قريتي ، اشتقت لزنة العيد ، اشتقت للمعادنه يأتون بالخير حلاوة وسمسمية ، اشتقت للطبل يذهب بي إلى تعز ، يعود بي إلى القرية ، اشتقت لحماره ولصوت حمار الشيخ ، اشتقت لسيارة هزاع عبد الله مقبل اللندروفر ، اشتقت لصوت الهون المثلث ، اشتقت لعطر صوت العرب وخير لنا ، اشتقت لمشاقر الازاب والقرنفل ، اشتقت للعرقوص ، اشتقت للهرد على الخدود ..اشتقت لعرف الكاذي، اشتقت لعرف اقراص البر، اشتقت لفتة عمتي باللبن ، اشتقت لرائحة الفوط ابو كعكة اندنوسي، اشتقت لعرف البترول يصعد من المصلى إلى انوفنا ….

اشتقت لسقف الحيد أين نصلي العيد ، اشتقت للدعاء ، اشتقت للخطبتين من العم عبد الواسع ، اشتقت للايدي المتشابكه للسلام ، اشتقت إلى ((اللهم عيده سالم غانم)) ، اشتقت لصوت عبد الولي (( هيا يواليد )) ، اشتقت لليلة العيد اجرب زنتي وكل عيال القرية كل يجرب زنته ، اشتقت لصوت الطماش يختلط بصوت المرافع قادمة من كل الاكام القريبة والبعيدة ….

اشتقت للعبارة التي تسبق السلام : ((عروس والا حاج)) ، الابتسامه تسبق الجواب ...
اشتقت للحمة العيد يذبح التبع العم عبد الواسع ويقسمه محمد سلام وقاسم اسماعيل ، اشتقت للمقالب التي يعملوها ببعضهم وكله من أجل الكبدة ، اشتقت لمشقر العم عبد اللطيف وقائد قاسم ، اشتقت للدخاخين ترتفع من سقف كل بيت …. اشتقت للعمة ناعمة ويسر اجمل من عرف الكون نفوسا …..

اشتقت لبقرة جدتي نعمة ولبنها وسمنها وعسل شجرة السدر القريبة من دارنا، اشتقت لصوت الحجول، اشتقت للحنا على الأيدي وحواف ارجل النساء ، اشتقت لرائحة الأرض التي تتخلل كل أيام العيد ….اشتقت لقاسم محمد طربوش والحاج درهم والعبادي والبسباس والسيد ولروح محمد حاجب وعبد الحميد ومعلامة الفقيه جدنا علي وشجرة الفقيه محمد طربوش جدنا ، اشتقت إلى لقبي ((معجب)) بضم الميم ...اشتقت إلى العم عبد الرحمن بتول القرية ، اشتقت إلى الثورذهب ، اشتقت إلى صوت الديكه وقأقأة دجاج القرية ، وثغاء ماعز عبده انعم وتلك المعزة البيضاء …. اشتقت للفقي عبد الله عبد الرحمن وعفيف وامين والتيتو ، يا الله كم هو الوجع يجعل للشوق طعمه الالذ ...اشتقت لميمونة وعنتر ، لجحا والشنب ، لجدتي خوزران ، وجليلة ، والشرعبية ، اشتقت لطرقات القرية وشقوقها وجدرانها ، اشتقت للشوك الذي يجعلنا نصرخ من الألم ..اشتقت للشظويه بعد المطر….
 

اشتقت لصوت جزمة عبد اللطيف التشيكي اللي تتزايط ونحن نجري وراه من أجل الشكليت والمليم ...اشتقت لفؤاد سعيد يأتي من المداحج ومحمد جميل...اشتقت لبيرحجفه وعبد الباقي وحكيم الحداد ...اشتقت لكل شيء ...

اشتقت لسيارة حمود الكدره تذهب بي إلى فوفله ومنها إلى موقعه على الحميرورجلي ، اشتقت لسيارة العكفي والشويع واحمد علي الصلوي ، اشتقت إلى رحلة منتصف الليل مع عبد الولي لنصبح على العيد ، اشتقت لسيارة عبد الله علي اذهب إليها في شارع المصلى محملا بشنطتي الثقيلة مليئة بكتبي ، اشتقت إلى صراخة وأنا راكب فوق الكبن روحويمين ارجعوا يسار ….اشتقت إلى سيارة العكفي مرة أخرى والتي وصلت إلى وسط قريتي لأول مرة فلم يدري كيف يلفت نظر القرويين لقدومه الا بمنبه سيارة الاسعاف الصقه بمقدمة السيارة ، فظلت حكايته لسنوات ترددها قريتي ….اشتقت لتلك العجوز الطيبة التي ظلت طوال الليل مهمومة بمن سيؤكل السيارة ، لتقوم فجرا وتضع أمامها حشيشا اخضر وماء ، عكست بتصرفها طيبة الأرض ، فقد ظنت انها أيضا بقرة ولكن من حق المدينة……

اشتقت لمحمد سيف قائد ، والفاتش ، وعبده نعمان ، وعبد الحفيظ محمد سلام من سافرت معهم مرارا للحاق بالعيد …
اشتقت لباص المؤسسة اليمنية للنقل البري ذلك الاحمر ال om أركب فيه فجرا من صنعاء إلى تعز قبل العيد بأيام …..

اشتقت إلى راحلتي التي كنت بها اسبق الشمس فجرا ، أذهب بها إلى قريتي عبر وسط تعز ، امر ازور فيها ما تركت وانطلق إلى قريتي …

اشتقت إلى فتة عمتي صباح العيد ، وابتسامة جدتي والإبتسامة الحنونة لعمتي غاية التي غادرتنا أمس ، اشتقت إلى ارجل عامر ينهب بها طرقات القرية يسلم على الجميع ...ها هو يهمس بما يوجعني : والعيد؟ وأمي !! فاختنق لا ادري ما أقول له وهو على عربيته بلا رجلين ...يصرخ في اعماقي الصراخ يا رب العباد رحمتك ، اشتقت لطيبة نسوة قريتي (( اللهم عيده سالم غانم )) …يا قريتي اعذريني فقد بعدتي كثيرا بسبب الوجع لكنني قريب …..

اشتقت إلى العيد الذي ذهب ولم يعد …
لله الامرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات