خطف الفتيات: ظاهرة تقلق الأهالي في تعز
الأحد 19 أغسطس 2018 الساعة 18:36
الرأي برس _ متابعات

شهد المجتمع التعزي خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من جرائم خطف الفتيات والأطفال، قيدت جميعها ضد مجهول

عادت ظاهرة اختفاء الفتيات في تعز إلى الواجهة مجدداً، وأخذت تتصاعد بشكل ملفت، حيث سُجّلت خلال الآونة الأخيرة، حالات اختطاف متعددة، ما زال يكتنفها الكثير من الغموض، في ظل صمت مطبق من قبل الأجهزة الأمنية في تعز، والتي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، وعجزاً واضحاً من قبل الأجهزة الأمنية في الحد من الجريمة وإحلال الأمن في المدينة.

الاختطاف... ظاهرة مؤرقة
قبل 9 أيام خرجت الطالبة الجامعية سناء ابنة الـ22 عاماً من منزلها في شارع الثلاثين، بحي الدمينة، وسط مدينة تعز، ومنذ ذلك اليوم لم تعد إليه مرة أخرى، وما زال مصيرها في سجلات سلطات الأمن مجهولاً، تماماً كمصير فتيات في عمر الزهور اختفين من منازل ذويهن في العام الحالي، بما يشكل ظاهرة اجتماعية مؤرقة.


يقول عم سناء، عادل حميد، إن «الطالبة الجامعية في قسم المحاسبة، المستوى الثاني، بكلية العلوم الإدارية في جامعة تعز، سناء عبد الحميد الصبري، تسكن مع والديها وشقيقيها في شارع الثلاثين بحي الدمينة وبوضع عائلي مستقر»، موضحاً أن «سناء غادرت منزلهم صباح يوم الخميس في الـ9 من أغسطس الجاري، لأداء الامتحان في جامعة تعز، ولم تعد حتى اليوم».


وأضاف في حديثه إلى «العربي»، أنه «وبعد أن تأكد لهم من الكلية التي تدرس فيها سناء أنها لم تحضر لأداء الاختبار صباح ذلك اليوم، تم إبلاغ الأجهزة الأمنية في نفس اليوم، إلا أنها وحتى اللحظة لم تتمكن من الحصول على أي معلومات عن الجهة التي اختطفت سناء أو عن مصيرها، وهل ما زالت على قيد الحياة أم لا؟».


ويعتقد عم الفتاة أن «سناء وقعت ضحية عصابة منظمة تمارس أعمال خطف الفتيات في المدينة مستغلة حالة الانفلات والفراغ الأمني الحاصل»، مضيفاً أنه «في غضون الشهرين الماضيين بلغ عدد الفتيات اللاتي تم اختطافهن في المدينة قرابة 5 فتيات، ولا تزال الأجهزة الأمنية حتى الآن عاجزة عن كشف مصيرهن أو هوية مختطفيهن». 

مناشدات بلا جدوى
أسرة الطالبة المختطفة سناء عبدالحميد الصبري ناشدت السلطات الأمنية في مدينة تعز بسرعة الكشف عن مصيرها. وقالت في بلاغ صحافي، حصل «العربي»، على نسخة منه، إن «الطالبة سناء عبدالحميد الصبري اختطفت أثناء ذهابها إلى الجامعة لتأدية الاختبارات في كلية العلوم الإدارية، بعد ركوبها في باص أجرة من شارع الثلاثين حي الدمينه»، مضيفاً أنه «وبعد عدم عودتها قامت الأسرة بالتواصل على تلفونها، إلا أنه كان مغلقاً، وقامت بالتحرك إلى الجامعة للبحث عنها، وتم التأكد من كشف الحضور والغياب أنها لم تحضر لأداء الامتحانات».


وطالب البلاغ الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في محافظة تعز، بـ«سرعة الكشف عن مصير إبنتهم التي اختطفت يوم الخميس الماضي، الموافق 9 اغسطس 2018م، وهي في طريقها إلى الجامعة». 

احتجاجات متصاعدة
وفي السياق، نظم طلاب قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية في جامعة تعز، وبمشاركة بعض القوى المدنية، صباح اليوم السبت، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة المؤقت، في شارع جمال، وسط تعز، منددين بصمت الأجهزة الأمنية جراء الجريمة الدخيلة على المجتمع التعزي. ورفع المحتجون لافتتات تعبيرية تدين جريمة الاختطاف التي تعرضت لها زميلتهم: «اختطاف سناء قضية رأي عام قضية وطن»، و«ابنتك مختطفة يا وطني». 


وردد المحتجون هتافات، تندد بالانفلات الأمني وأخرى مطالبة بفرض الأمن واحلال الأمن في المدينة: «نشتي أمن نشتي دولة، مش عصابة في الجولة»، مطالبين بـ«سرعة العثور على زميلتهم المختفيه سناء عبدالحميد الصبري». 


ونفذ المحتجون بعدها مسيرة حاشدة إلى أمام مقر الشرطة العسكرية، والأمن العام، والبحث الجنائي، منددين بـ«جريمة اختطاف زميلتهم سناء الصبري»، ومطالبين بـ«الكشف عن مصيرها، وتتبع الخلاياء الإجرامية في المدينة». 

الاختطاف... ظاهرة دخيلة
وتعتبر حوادث الاختطاف، التي تتعرض لها عدد من الفتيات، في مدينة تعز، واحدة من الجرائم التي لم يكن لها أي وجود يذكر في المجتمع التعزي، والذي شهد خلال الأيام القليلة الماضية الأخيرة سلسلة من جرائم خطف الفتيات والأطفال، والتي قيدت جميعها ضد مجهول، ولدواعٍ لا زال يكتنف بعضها الغموض، ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من الكشف عن هوية منفذيها، الذين يعتقد مراقبين، أنهم «عصابات متخصصة تتنوع غاياتهم بين الاعتداء الجنسي وبيع الأعضاء».


ويشير المراقبون إلى أن «قضية الاختطاف في مدينة تعز، باتت اليوم عملية منظمة ومستمرة، بحيث لا يمرُ شهر إلا وقصة اختطاف جديدة تطل برأسها هنا أو هناك، خاصة شريحتي الفتيات والأطفال»، مؤكدين أن «الجناة يستغلون غياب الأمن وفوضى الفصائل ليزرعون الخوف والرعب بدلاً عنه لتمرير رغباتهم الأخلاقية».


ويرى أخصائيون اجتماعيون، أن «ظاهرة الاختطاف تهدد المجتمع، لا سيما بعد اتساع ظاهرة اختفاء الفتيات مؤخرا»، مؤكدين أن «انعدام الوازع الأخلاقي والديني، وضعف التربية الصالحة والتوجيه التربوي، علاوة على الانحلال الأخلاقي الذي خلفته الحرب، كلها عوامل مشتركة ساهمت في توسع الظاهرة بشكل كبير». 


وتشهد مدينة تعز، اختلالات أمنية، وعمليات اغتيال واسعة، تستهدف جنوداً من القوات الموالية لهادي، و«المقاومة الشعبية»، في ظل عجز واضح من قبل الأجهزة الأمنية عن ضبط الأوضاع وإحلال الأمن في المدينة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات