الستيني عوض وقصة الموت على يد فلذات كبده
الثلاثاء 28 أغسطس 2018 الساعة 17:57
الرأي برس _ متابعات

لم يكن يعلم الستيني “عوض سلطان قائد”، أنه سيلقى حتفه على يد أولاده، بعد أن أفنى عمره في تربيتهم وتوفير كل مايحتاجونه، متحملاً كل الصعاب حتى يؤمِّن لهم حياة رغيدة، ولكنهم عندما كبروا ردوا له الجميل برصاصة قاتلة، ثالث أيام العيد.
وهب الأب المغدور الذي ينتمي إلى قرية البطنة بعزلة السواء -مديرية  المعافر بمحافظة تعز، عمره لأبنائه، وتحمل الأعباء والمشاق من أجل إسعادهم وتهيئة حاجاتهم ومتطلباتهم، واقتحم المشقات في سبيل ذلك، لكنه حصد مرارة الجحود والقتل بعد نحو 4 عقود، عندما وهن عظمه وخارت قواه.
واستفاق الأهالي، الخميس الماضي، على الفاجعة، حيث قامت ابنتاه وابنه وزوجته بتوثيقه بالحبال، ثم أطلق الابن رصاصة على فخذه، وتركوه ينزف لنحو ساعة، وأسعفوه إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة في الطريق.

لم يصدق الأهالي وأقرباء الأسرة تبريرات الابن وأمه الواهية، فأبلغوا الشرطة التي قامت باعتقال الابن وإيداعه السجن ، والذي اعترف من خلال التحقيقات بارتكابه جريمة القتل بمساعدة أمه وشقيقتيه.
يوم حزين ومأساة مؤلمة عاشتها القرية التي تلاشت من جنباتها فرحة عيد الأضحى المبارك، بعد انتشار خبر الفاجعة التي أدت الى استياء عارم في أوساط الأهالي الذين تجمعوا بالقرب من منزل الحاج عوض، وسط حالة من الغضب الشديد.
واتشحت قرية البطنة بالسواد حزناً على الأب المغدور الذي لاتزال جثته في الثلاجة، والذي كان يتمتع بحسن الخلق وحب جميع أفراد قريته، وأصبح لا حديث للأهالي هذه الأيام سوى عن هذه الفاجعة.
ودعا الأهالي الجهات الأمنية المختصة إلى تحمل مسؤوليتها القانونية، والكشف عن دوافع الجريمة، وتقديم المتهمين إلى القضاء، وإنزال أقسى العقوبات في حقهم جراء جريمتهم الشنعاء التي ارتكبوها.
حادثة القتل المؤلمة التي هزت مديرية المعافر بتعز، ما هي إلا حلقة أخرى ضمن سلسلة حوادث القتل المتنقل في ردهات الوطن الجريح الذي تحول بفعل الأحقاد والضغائن إلى مقبرة كبيرة ستظل تنتج سيلاً من الأحزان على الضحايا، ودماراً يحتاج تعميره إلى عشرات السنين.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات