في مكان مّا من هذا الليل - علوان الجيلاني
الاثنين 24 سبتمبر 2018 الساعة 06:12
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 


في مكان مّا من هذا الليل 
يتكوّر رجل على نفسه 
حزيناً ومتوجساً 
رجلٌ اعتاد ألاّ يكون قليلاً
لكنه الليلة مثل عذقٍ كاذب 
سيسقط لا محالة من ذاكرة الاخضرار 
وكلقاء صدفة عابر 
ستجف لحظاته واحدة تلو الأخرى 
سيعتاد أن يصحو بعيون حمراء 
بكرش كبير وخطوات مترهلة 
يعبر الجسر دون أن يفكر في الأضواء الحالمة وهي تداعب أمواج النهر 
بالأحرى هو لن يرى الأمواج والأضواء
فقط سيسمع أنفاسه اللاهثة وأزيز رئتيه 
حين يأوي إلى غرفته لن يستلقي على السرير بخفة مراهق فيما النجوم الزرقاء تدور في السقف .
سيجثم كقطار قديم في محطة مهجورة
وفي منامه سيأخذ الأولياء أحوالهم منه 
ستتحول الشموع إلى عظام جافة 
سيفقد العزاني روائحه ويتبلّد كقش أسود 
في مكان مّا من هذا الليل 
سيصير الرجل المتكور على نفسه حدبة كبيرةً 
سينزعج الناس منه كلما رأوه
لن يتذكر أحد كيف كان رشيقاً وخفيفاً 
ولا كيف كان يبتسم طوال الوقت

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات