ن ……..والقلم
الذماري … - عبد الرحمن بجاش
الخميس 4 اكتوبر 2018 الساعة 17:59
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة



الخميس 4 اكتوبر 2018
 

وسط الشارع على الجزيرة الوسطى ثمة ما يشبه الكوخ أو الخيمة ، بل هو إلى الكوخ اقرب ، ترى الدش بوضوح عليه ، وثمة خيط للكهرباء رفيع قادم من العمود ، والجديد على سقف الكوخ حمامتين جميلتين تسترخيان بهدوء حذر حتى وقفت تلك الدراجة النارية ، وحاول الراكب مد يديه إليهما لكن اصوات اصحاب الدكاكين والمارة تداخلت وانهت محاولتهما القبض على الحمامتين : حرام عليكم هن حمام الذماري …
 

في رمضان الذي مضى شاهدت معركة حامية الوطيس بالصوت بدون الايدي كان الذماري مدافعا عن سكنه فانظم إليه تجارالشارع وانتصروا له فلم يعد احدا يقترب منه ….
الذماري شاب طيب القلب وليس مجنونا كما يحاول بعض المارة الهمس في اذنك ، صاح بدر وقد شاهده : ياذماري تعال ، فانظم الينا ، الكيس بين يديه عندما جلس وراح يلتهم وريقاته الخضراء …

قلت : تخزن طوال اليوم ؟ - اخزن للظهروبس وبعدين اسمر في الليل اشوف التلفزيون والاغاني ، - والاخبارتتابعها ؟ الاخبارحقكم مادخلي أنا!! ، - والاكل ؟- الله  يخلي صاحبي عبد الله ابو البقاله ، - متى شيدت الكوخ ؟ - تصدق ظليت سنوات اشيد كوخ جديد واتركه ، وجدت انني قد قطعت المسافة من المطار لا حزيز ، لكنني استقريت هنا ، اعجبني المكان ..، والحمام ايش حكايته ؟ - حمام السلام …. اشتري لهن باليوم بمائة ريال حبوب ، لكن ماعاد رضي يبيع لي صاحب البهارات ، يأتي ابو بدر ويجلس إلينا ، - يابو بدر ليش ماعاد تبيع حبوب لحمام الذماري ؟ يضحك ذلك الشاب الطيب صاحب البهارات : مالك وماله هو دبور ، قلك حبوب بمائة ، ماهوش داري أن الدولار 800 …..

وايش تشتغل ياذماري؟  - اصلا شغلي في اعمال البناء ، وأنا واقف هذه الأيام ، امانة تكلم اصحابك اذا يشتي احد يشتغلهم  - وهذه الصور التي تراها في تليفونك لمن؟ - لأخي كان يشتغل عند الرعوي في بني حشيش وبعدين ترك هو والرعوي الأرض وذهبوا إلى هناك ، - إلى أين ؟ يضحك إلى هناك ويشيرنحو الشرق …

السيارات تعبرالاتجاهين للشارع ولابد من لفته وتساؤل عن ولمن الكوخ ، لكن يا ويل أن يقترب اي كان من مملكة الذماري …..

طيب يا ذماري وماعد حصلت الا جزيرة الشارع تحتلها وتعيق حركة الناس ؟ - أين ناس ، هوذاك الطريق فسح ، وبعدا يا صاحبي قد رئيس القسم صاحبي ، اتحدى احد يكلمني ، حتى الاطقم تمرجنبي ولا احد يقترب من كوخي !!!...

ترتفع الاصوات من جديد : ياذماري الحمام ، كانت دراجه نارية قد لفتت انتباه سائقها ففكران يجرب حظه ، فهب الذماري تجاه الدراجة ولولا لطف الله لكان طقم مسرع عليه شباب مسلحين قد ارتطم به….

طيب والقات من أين يتدبريا ذماري ؟يضحك بخبث: مالكش دعوة ….
يحمل كيسه ويعود إلى مملكته ، هناك في جانب الكوخ الايسر ثمة شجيرة يرعاها باهتمام ……
اترك الجلسه واذهب لاعود من الشارع بعد اذان الظهر، كان ثمة طفل يقف بجانب الكوخ وفي سمائه خيوط من دخان يتلوى …..

كان الظهر قد رحل والشارع هادئ حد الموت ، ثمة احدهم يبيع هناك واقفا بترول السوق السوداء ، الدبه ب 15000 ريال فقط .
اليوم صباحا وجدته فقد اصبحنا اصدقاء - كيفك ياعم عبده؟ اقول بخير يا ذماري قد صورت الحمامتين وكتبت عليك في الفيس بوك ، ضحك : أنا افدى الدين حقك يا عم عبده …
ما اجمل اعماق البسطاء ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات