آيَةٌ مِن سُوْرَةِ اللَّبَن - محمدالمهدي
السبت 13 اكتوبر 2018 الساعة 09:31
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

 

فِيْ آخِِرِِ المَوْعِدِ المَجْنُوْنِ بالزَّمَنِ 
العَبْقَرِيَّةُ شَيْطَانِيَّةُ الحَزَنِ

كَشَارِعٍ يَمْضَغُ الفَجْرَ المُهَاجِرَ، 
أَوْ كَقَرْيَةٍ 
تَطْبَخُ الزَّقُّوْمَ لِلمُدُنِ

يَا ابْنَ الحَيَاةِ وَيَا ابْنَ المَوْتِ: 
مُشْكِلَةٌ تَشَكَّلَتْ مِنْكَ.. 
لَيْتَ الأَمْر لَمْ يَكُنِ

هَجَرْتَ تَارِيْخَكَ الرُّوْحِيَّ مِنْ جِهَةٍ 
وَبِعتَ رَأَسَكَ 
لِلمُسْتَقْبَلِ 
الوَثَنِيْ

كَفَّرْتَنِيْ 
عِنْدَمَا آمَنْتُ بِامْرَأَةٍ 
عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ كَفَّارَةِ الفِتَنِ

وَحِيْنَ خَاصَمْتَنِيْ كَانَ الضُّحَى بِيَدِيْ 
وَكَمْ عَلَى النُّوْرِ قَلْبِيْ 
خَيْرُ مُؤتَمَنِ

وَأَنْتَ فِيْ كُلِّ لَيْلٍ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ 
تَرْعَى ذَئابَ الأَسَى 
يَا رَاعِيَ الشَّجَنِ

يَا رَاعِيَ الشَّجَنِ: 
المَرْعَى حُقُوْلُ دَمٍ 
وَجُثَّةُ العَالَمِ الأَعْمَى بِلا كَفَنِ

وَالغَابَةُ الغَابَةُ الإِنْسَانُ عَاكِفَةٌ 
عَلَى انْطِفَاءِ المَدَى 
فِيْ السِّرِّ وَالعَلَنِ

خُذِ النَّهَارَ 
بِكَفَّيْ شَاعِرٍ نَزِقٍ 
وَقُلْ لِعَيْنَيْكَ: هَذَا قَبْرُ ذِيْ يَزَنِ

وَهَذِهِ الدَّمْعَةُ السَّوْدَاءُ 
مَقْبَرَةٌ لِمَنْ تَبَاكَوْا 
عَلَى الأَطْلالِ 
وَالدّمِنِ

لِمَنْ بَكوْا 
ثُمَّ أَبْكَوْا القِبْلَتَيْنِ 
وَقَدْ تَكَوَّمُوْا خَلْفَ ظَهْرِ الفَرْضِ وَالسُّنَنِ

ثَارُوْا بِأَرْوَاحِهِمْ وَالرُّوْحِ ثَائِرَةٌ 
فَكَيْفَ زَادَتْ عَلَيْهِمْ 
ثَوْرَةُ البَدَنِ

لَمْ يَأكُلُوْا الصَّبْرَ كَالبِرْسِيْنِ.. 
لَوْ هَظَمُوْا صَبْرَ النَّبِيِّيْنَ 
فِيْ صَنْعَا وَفِيْ عَدَنِ

مَا دَحْرَجُوْا 
صَخْرَةَ التَّارِيْخِ 
فَانْقَلَبَتْ بِنَا إِلَى 
ثَكَنَاتِ القَمْلِ وَالكُتَنِ

خُذِ النَّهَارَ كِتَابًا، وَالسَّلامُ 
عَلَى أُمِّ الجَمَاهِيْرِ: جُمْهُوْرِيَّةِ اليَمَنِ

وَاحْفَظْ حَدِيْثَ رَغِيْفِ الخُبْزِ 
عَنْ بَشَرٍ لَمْ يَحْفَظُوْا 
آيَةً مِنْ سُوْرَةِ اللَّبَنِ

2016م

___________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات