ن …….والقلم
مكارحين …!! - عبد الرحمن بجاش
الاثنين 7 يناير 2019 الساعة 14:12
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 


الأثنين 7 يناير 2019

 

قلت لصاحبي وللمرة العشرين : ذاك الأمريعني كذا ، فلم يقتنع ، شرحت بطريقة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة فلم يلين ولم يتراجع ، قلت في نهاية التعب : إسمع لقد استنفدت كل قدرتي لاقناعك وبرغم من تأكدي فرأسك الناشف لايريد أن يستوعب ، ضحك ،اعتدل بدأ يتكلم من جديد ومن النقطة اياها ، وضعت يدي على فمه :

رجاء أنا تعبت لا أريد أن اسمع ، اقتنع اولا تقتنع أنت حر ، عاد يضحك من جديد : تعجبني وارتاح " للمكارحه " ، والمكارحه - بضم الميم - لفظ يستخدم في الحجرية والمقصود به استنبطوه من الاسطرالأولى واللاحقه …..

اليمني بطبيعته " مكارح " والمكارحه تقود إلى التشكيك والتشكيك يقود إلى سوء الظن ، وأنظر بغض النظرعن رأيي في القرار مع أو ضد، فتعيين نبيل شمسان وينسحب الامرعلى غيره لم يثرالتساؤل لدى الجميع او غالبيتهم هكذا : هل هو كفؤ؟ هل هو قادر؟ هل هل هل ...فقد انبرى كثيرون يتكارحون : هو من قدس ، قال الثاني لا من الاصابح وعليها فقد مرت تلك الليلة حامية الوطيس حول من اين هو ؟؟ ، قلت للجباري : كيف وهو الساخر بوعي من امور كثيرة أضحت عناوين تنحرالقناعات ليل نهار ، قال : لجل يقولين !! …

تقول أو تكتب حول مسلمة ما ، فيدخل كثيرون من باب التشكيك بالامربرمته لكي يجدوا فرصة للمكارحه وهات يا أخذ ورد وهدر للوقت بلا حساب ولا طائل من وراء كل الهذر!!!...

كثيرمن المشاريع ماتت بسبب التشكيك المسبق ، فتبذل جهدا كبيرا على سبيل المثال لقريتك ليستفيد منه العامة ، فتجد أن النخبة أو النخب ايهما اصح تبدأ بطرح السؤال المقزز والذي لون حياتنا بلون وحيد لا ثاني له (( الاصفر)) : فلان يتبع اي حزب ؟؟ يكون ذلك السؤال بداية لافشال كل شيىء، وعليه فقد نسفت الحزبية في ألارياف تحديدا كل القيم الجميلة حيث الكل يشكك في الكل وبالتالي ترى الدواوين اماكن جميلة لممارسة هواية " المكارحه " ، وإذا اردتم فالعمل السياسي والحزبي في هذه البلاد التي البست قميصا اكبرمن حجمها ولأن لاتراكم لأي تجربة لأن لا تجربة من الأساس بل مجرد " جزاع وقت " فالمكارحه مهنة من لامهنة له ، وانظرفلو سألت بتجرد : ماهي التجربة التي اسس لها المؤتمر الشعبي العام وبالتالي فأي تراكم أحدثته ممارسة يفترض انها بدأت من ذلك التاريخ 24 اغسطس والذي تم اختياره بعناية فائقة موعدا للتأسيس لغرض في نفس من كان له غرض !!!..لن تجد أي أثر حتى للميثاق الوطني كدليل نظري مفترض لم يعد احدا يتذكره !! ، واتحدى أي حزب أرشف اووثق ادبياته ومخرجات مؤتمراته …..

ماهي الثقافة الحزبية التي نتجت عن نشاط يفترض كان حثيثا من ذلك التاريخ حتى يقال للاجيال اللاحقه من المؤتمريين : هذا نحن ، ضيفوا إلى ما راكمنا …

سيغضب البعض وسيسمعك مناحه في فضل الزعيم ، وأنا لا اصفي ثأرا مع احد ، أنا أتكلم عن دليل حسي على اننا مجرد مكارحين حزبيين ، وعلى الصعيد السياسي فقد غير كثيرون جلدهم ولم يعد لتلك الاغنية التي ترددت حتى ليلة تلك الليلة اثرا !!! وكأن زيتها جف …..

على صعيد الاحزاب الأخرى ، والسؤال الذي يبين كل شيىء : أي حزب هو على صلة مفترضه ومن صميم العمل التنظيمي له صلة يومية بقواعده ؟؟ ، الجواب لم ينجح احد ، ربما الاصلاح له تواصل دائم ولكن من خلال البعد الآخر حيث الاصلاح هو تجمعا وليس حزبا ...وبمناسبة ذكرالاصلاح فالتيارالرئيسي فيه يفترض به أن يوجه الشكروالتقديرللعديني فهو الرجل الواضح والذي قالها انهم اتوضدا لثورة سبتمبر62 ، فعن أي تراكم نتحدث !!!، نحن ((نجزع ايام )) لان كل قوه سياسية او حزبية افتراضا فقط تنتظرالفرصه للانقضاض كما انقض الآخرون على المنقضين !!!..

حياتنا للأسف " مكارحه " وتشكيك في كل شيء، وحدها القبيلة بعد أن رحلت إليها الاحزاب ، هي وحدها التي لم تهتزوان كانت نخبتها المستفيد الوحيد من كل غياب التراكم ، فهي القوة الوحيدة الدائمة والمستمرة حتى اشعار آخر!! ونحن لانريد للقبيلة الدماربقدرمانريد لها أن تتمدن، أي تنخرط تحت لواء القانون وتتحول إلى جزء من المجتمع وليس فوق رأسه ...لأن القانون هو الذي يفترض أن يهيمن ، والحياة السياسية أن تخضع لموجبات الديمقراطية وليس الاصطفاء ……

منذالعام 62 والجميع " يكارح " الجميع ، والجميع يشكك في الجميع لسبب مهم أن العربة وضعت من أول وهله قبل الحصان ، لنكتشف أن الحصان شرد فلا اقدام تقوى على اللحاق به ولاعربة تستطيع السيربدونه !!!!...حيث وضع العسكرفي المقدمه وصارالجناح المدني من كان معولا عليه ثورة سبتمبر تابعا للرتب !!! وصارهادي عيسى اعلى صوتا من الزبيري ….

ان شروط التطور أولها يكون العلم واشاعة ديمقراطية التعلم وان يترك مالله لله وما للإنسان للإنسان، والمحاسب ارحم الراحمين ، والمحاسب في الدنيا البرلمان كرقيب والصحافه وفوق الكل القانون …المكارحه لاتستقيم مع وجود القانون والتشكيك ليس له مكان في مجتمع حر ديمقراطي ...والإنسان أولا واخيرا …

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات