وداعا أخي - يحيى حسين العرشي
السبت 18 يوليو 2020 الساعة 12:24
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة


في يونيو عام ١٩٧٤م لما تقدمت الى مجلس قيادة حركة الثالث عشر من يونيو بقيادة العقيد ‘براهيم محمد الحمدي بصفتي رئيسا للجنة العليا للمتابعة المالية والاقتصادية للمجلس الجمهوري المستقيل. بمشروع إنشاء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والنيابة الادارية والمحكمة التاديبية، وقلت لهم ان اردتم التصحيح كما هو شعاركم فهذه وسيلة تحقيقه على المدى الحاضر والمستقبل للوطن فاقروه وعينت رئيسا للجهاز...
كان لابد من التثبت الكامل من حسن اختيار من يعمل به في كل وظائفه الفنية والادارية وحتى الخدمية فاسقبلت اللجنة المختصة بقبول المتقدمين للعمل ومراجعة مؤهلاتهم وخبراتهم إلى آخر الشروط لكنه كان لابد من ان اقوم بمقابلة كل متقدم على أنفراد وبدون مشاركة اللجنة خاصة وان التعيين والبت فيه بقرار من رئيس الجهاز فقط ولا علاقة للهيئة العامة للخدمة المدنية أو لجهاز الأمن السياسي أو لوزارة المالية بالقبول من عدمه...
كان من المتقدمين حسن أحمد اللوزي...راجعت ملفه وتحدثت معه لأعرف من هو ..لم تكن من تحرياتي عن المتقدم عن أسرته أو منطقته أو مذهبه أو حتى عن انتماءه السياسي..بل ماهي اهتماماته ان كان له موهبة تحتل تطلعاته وما هو العمل الذي يميل إليه...اطلعني على بعض كتاباته ومنها في مجلة المنار اثناء دراسته في القاهرة وعلى بعض اشعاره الحديثة.. ادركت للوهله الأولى انه من المفيد جدا ان يكون من كفاءات الجهاز واوكلت إليه العلاقات العامة في مكتب رئيس الجهاز لصلة العمل بالصحافة والمجلات وما يمكن ان يصدر عن الجهاز والاتصال بالرأي العام عن مفهوم الرقابة والمحاسبة في مرحلة التأسيس بل مرحلة العطاء...وهو ما تم له ثم تولى مدير لمكتب رئيس الجهاز...
ولما عينت وزيرا للإعلام في يناير ٧٦ اخترنا الاستمرار في زمالتنا في العمل الجديد ولتتطور مهمته من العلاقات العامة في الجهاز إلى العلاقات العامة الاوسع في وزارة الإعلام...فبعد ان تقدمت إلى مجلس القيادة بقانون اعادة تنظيم الوزارة لتتحول إلى وزارة للإعلام والثقافة ولإنشاء المؤسسات الإعلامية والسياحية اذاعة وتلفزيون صحافة وانباء وسياحة..تم اخيار الشاعر المرحوم حسن اللوزي وكيلا للوزارة لقطاع الإعلام واختيار الأديب المرحوم زين السقاف وكيلا للوزارة لقطاع الثقافة وهكذا وجد نفسه مع زملاء جدد منهم من كان زميلا له في الدراسة كالأستاذ علي صالح الجمره ..
الأديب المرموق والكاتب المناضل عبدالباري طاهر تعرفت عليه من خلال المرحوم أخي الأديب حسن اللوزي اثناء عملنا في الجهاز وجمعتني بهما لقاءات متواصلة بل ان منشورات وادبيات حزب العمل كان يوافيني بها الصديق عبدالباري عبر الصديق حسن ولما كنت اطلع عليها وجدت فيها افكار وطنية مخلصة فلماذا تبقى في السر ليقدمها عبر الصحيفة الرسمية الثورة وجئت به إلى الصحيفة عضوا في التحرير مع مدير التحرير الصورة الوحدوية الكفؤة الأستاذ محمود الحاج ولما حدث لهما ما حدث اثناء عملهما هذا من زوار الفجر ..وبتلك الصورة القسرية قلت للرئيس الشهيد الحمدي تلفونيا أحدثك أخي الرئيس من بيتي وليس من مكتبي ..مالم تنزع القفاز من يدك اليمنى فلن تتمكن من ان تلمس الخطوة الأولى للتصحيح فاطلقهما وعدت لمواصلة المعركة مع الزملاء ومنهم الأساتذه حسين محمد عبدالله، عبدالكريم الرازحي، محمد علي الشامي، واسماعيل الوريث، وعبدالرحمن بجاش، وإبراهيم المقحفي، ومنبه ذمران، ومحمد عبدالجبار ، وامثالهم كثر.
ولما اصريت على استقالتي في منتصف عام ١٩٧٧م ولم يعين الرئيس الحمدي من يخلفني وكانت التوقعات بانه من نشرهم وغرسهم العرشي في الاجهزة الإعلامية والثقافية ومنهم الفقيد حسن اللوزي لابد من طمأنتهم ليستمروا في العمل بايجابية فتم تعيين الوكيل حسن اللوزي نائبا للوزير ..وتجددت زمالتي له بعودتي لوزارة الإعلام والثقافة حتى استقلت في آخر عام ١٩٨٠م..
لقد توسعت مهمة المرحوم وازداد عطاءه في المجالين الإعلامي والثقافي وبقي وزيرا لهذا المجال لسنوات طويلة قبل استعادة الوحدة وبعدها حتى عام ٢٠١٢م.
لم ينقطع تواصلنا شبه اليومي وهو في عمان ثم القاهرة وكان من أخر رسائلة عبر الواتس قبل ان يقع في قبضة كورونا في ٢٢ يونيو ٢٠٢٠ قال لي فيها بالنص(أنا أعتز بمدرستكم العظيمة التي تعلمت فيها الكثير وأظل افاخر بها كلما لاح سبب أو جاء ذكركم أنتم ومعلمي الدكتور عبدالعزيز المقالح بعد والدي يرحمه الله رحمة الأبرار ويسكنه الفردوس الاعلى والله يحفظكم ويرعاكن ويتولاكم بعين عنايته)
تابعت اخبار مرضه بقلق حتى فوجئت بخبر وفاته فوجدت نفسي اكتب له رسالة أخيرة قلت فيها (أنا لله وإنا إليه راجعون اختارك الله إلى جواره ...افتقدتك.. وحتى نلتقي في رحاب الرحمن الرحيم الغفور).

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات