الشاعر يحيى البشاري - عبد الباري طاهر
السبت 10 اكتوبر 2020 الساعة 09:22
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 


يحيى البشاري شاعر كبير مجدد في عمود الشعر، وفي العامية اليمنية. قائد من قادة الثورة الميدانيين. حمل لواء الدفاع عن الثورة السبتمبرية في الأيام الأولى في جبال شهاره وحجة، وكان من القادة الجمهوريين الأوائل. 
 اعتقل في سجون حجة قبيل فجر ثورة سبتمبر 62، وكبل بالقيود المضاعفة.
بعد الثورة مباشرة حمل السلاح، وقاد المقاتلين الذين دافعوا عن الثورة. 
تولى منصب مستشار وزارة الخدمة المدنية. قصائده كانت توزع كمناشير، واتسم سلوكه بالزهد والترفع عن المناصب، و إغراءات التكسب بالشعر. أو المتاجرة بمواقفه الوطنية الثائرة. 
يحيى علي البشاري من الشعراء العظام. برع في عمود الشعر الفصيح والعامي. جمع وحقق ديوانه الصديق الفقيد الشاعر إسماعيل الوريث، وقدم له الدكتور عبد العزيز المقالح، وطبع في مركز الدراسات والبحوث اليمني.
صحيفة (السلام) التي أعاد نشرها الاستاذ عبد الله الصيقل في سبعينات القرن الماضي اهتمت كثيراً بنشر  إبداعه الفصيح والعامية. البشاري من الرجال الأفذاذ، وهب حياته وسلاحه وإبداعه اليمن ." ديوان النهر الجاري" من أروع القصائد الإبداعية، وتضع البشاري في صدارة الشعراء الكبار : البردوني، وجرادة، والمقالح، والبار ، والحامد، وأبو بكرين شهاب. 
قصائده نقد مرير للأمن والمخبرين و أجهزة القمع و نبوءة راعبة . 
رائعته "بنت الشموس" تنتقد جهاز القمع  والقائمين عليه، موجة لوماً و نبوءة فاجعة للشهيد ابراهيم الحمدي . و قد نشرت منتصف السبعينات من القرن الماضي بعد حركة ال ١٣ من يونيو . 
ماهنا غير حارس الأمن ترجى عبثاً من رحمة المعتدينا
 ووجوه المباحث الصفر  تستقي منها الصديد و الغسلينا
 أيها الساهر الحريص على الأمن منحت الفجائع الآمنينا 
كان أحرى بأمنك الخوف أن لا تسقط الأم من حصاه الجنينا 
فلك الحمد كم سملت عيونا 
و لك الشكر كم نفخت بطونا 
و أبحت السياط عرض بلاد 
كنت لولا فحولها عنينا 
من يبح عسكر الليالي سواه 
يغد من عسكر الليالي طعينا 
الشاعر الكبير يحيى علي البشاري من عظماء اليمن و كبار شعرائه أبدع القصيدة الفصيحة و العامية . 
من روائعه العامية قصيدته الموجهة لصديقه الدكتور عبدالعزيز المقالح شفاه الله: 
سلام ما المزن في الحيمة قطر و امتد من راس الاخبوب لاصليل 
يا ناظم الشعر في وقت السحر من فاق وضاح وفاق ابن الطفيل أشكي عليك سد مأرب قد عثر 
و معبد الشمس يلعب فيه ثعيل
و خيل غسان في حالة سفر 
و الغبن غبنين: غبن خيال، و خيل
غبني عليه من ضجر يتبع ضجر  
و ليل يا صاحبي يحبل بليل 
و من  مباحث تربو في سقر 
و أمن في داخلية ألف ويل 
قد القمر مات و الفجر انتحر 
لا عاد ثريا و لا عاد به سهيل .
يوجه نقدا لاذعا للرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد احتلال قوات أرتيريا لأرخبيل حنيش:
ألست بذي البلاد لها رئيسا
فلم صار السواد بها لبوسا 
ومالك لا تسل الحق سيفا
وترفع ياعلي بها الرؤوسا
كأنك عن نذير البحر ناء
بها ما إن تحس لها حسيسا 
أم انك قد علمت به ولكن
علقت بحبل من تبعوا خسيسا
ومن تجروا بها فغدوا وراحوا 
صيارفة يعدون الفلوسا
قصائد البشاري -يرحمه الله- قذائف مدفعية بعيدة المدى، والشاعر يمتلك شجاعة الفادي، وكانت شجاعته ونزاهته وإخلاصه وحبه لأمته ووطنه مضرب المثل .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات