أحزان وإصرار - عبدالله البردوني
الأحد 4 ابريل 2021 الساعة 07:11
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

شـوطُـنا فــوقَ احـتـمالِ الإحـتـمالْ
فـوق صـبرِ الصَّبرِ … لكنْ لا انخذالْ
نـغتلي … نـبكي … على من سقطوا
إنَّـــمــا نــمـضـي لإتــمــام الــمَـجـالْ
دمُـــنـــا يَــهــمـي عـــلــى أوتـــارنــا
ونُـــغــنِّــي لـــلأمــانــي بــانــفــعـالْ
مُـــــــــرةٌ أحـــزانُـــنـــا … لــكِــنَّــهــا
يــا عــذابَ الـصَّـبر أحــزانُ الـرِّجالْ
نَــبـلـعً الأحــجــار … نُــدمَــى إنَّــمـا
نـعـزِف الأشــواق … نـشدو لـلجَمالْ
نــدفــن الأحــبـاب … نــأسـى إنَّــمـا
نـتـحدَّى … نـحـتذي وجــهَ الـمُحالْ

***
مـذّ بدأنا الشَّوطَ .. جَوْهَرنا الحَصى
بــالـدمِ الـغـالـي وفـرْدَسْـنـا الـرِّمـالْ
وإلــــى أيــــن …؟ عـرفـنـا الـمُـبـتدا
والـمـسـافـات كــمـا نـــدري طِـــوالْ
وكـنـيـسـان انـطـلـقنا فـــي الـــذُّرى
نــسـفـحُ الــطِّـيـب يـمـيـناً وشــمـالْ
نــبـتـنـي لــلـيـمـن الـمـنـشـودِ مِــــنْ
سُــهْـدِنـا جــسـراً ونــدعـوه: تــعـالْ

***
وانــزرعْـنـا تــحــت أمــطـار الـفَـنَـاء
شـجراً مِـلءَ الـمَدى … أعـيا الـزَّوالْ
شــجــراً يَــحـضِـنُ أعــمـاق الــثَّـرى
ويُــعـيـر الــريـح أطـــراف الــظّـلالْ
واتَّـقـدنـا فـــي حـشـا الأرض هــوىً
وتــحــوَّلــنـا حـــقـــولاً … وتــــــلالْ
مـشـمـشاً .. بُــنَّـاً .. وروداً .. ونــدىً
وربــيــعــاً … ومَــصِــيـفَـاً وغِـــــلالْ
نـحـن هـذي الأرض .. فـيها نـلتظي
وهــــيّ فــيـنـا عـنـفـوانٌ واقـتـتـالْ
مـــن روابـــي لـحـمِنا هــذي الـرُّبـى
مـــن رُبــى أعـظُـمِنا هــذي الـجـبالْ

***
لــيــس ذا بـــدءَ الـتَّـلاقـي بــالـرَّدى
قــــد عـشـقـنـاهُ وأضــنـانـا وِصـــالْ
وانــتــقــى مــــــن دمـــنــا عِــمَّــتَـهُ
واتــخـذنـا وجــهــه الــنــاري نِــعـالْ
نـــعــرفُ الــمــوتَ الــــذي يـعـرفُـنـا
مَــسَّـنـا قــتــلاً … ودُسْــنــاهُ قِــتَـالْ
وتَــقَــحَّـمْـنـا الـــدَّواهـــي صُــــــوراً
أكَــلَــتْ مِــنَّــا … أكَـلـنـاهـا نِــضــالْ
مــوتُ بـعـض الـشَّـعب يُـحـيي كـلَّهُ
إنَّ بــعـض الـنَّـقـص روحُ الاكـتـمالْ

***
هـــا هـنـا بـعـضُ الـنُّـجومِ انـطـفأتْ
كـي تـزيد الأنْـجُمُ الأُخـرى اشـتعالْ
تــفـقـدُ الأشــجــارُ مــــن أغـصـانِـها
ثـــمّ تـــزداد اخــضـراراً واخـضـلالْ

***
إنَّـما … يـا مـوت .. هـل تـدري متى
تـرتـخي فــوق سـريـرٍ مــن مَــلالْ؟
فــــي حـنـايـانا ســـؤالٌ … مـــا لـــه
من مجيبٍ … وهو يَغلي في اتصالْ
ولــــمــــاذا يــنــطــفــي أحــبــابُــنـا
قـبـل أن يـسـتنفدَ الـزَّيـتَ الـذُّبـالْ؟
ثُــمَّ نـنـسى الـحُـزنَ بـالـحزنِ ومَــنْ
يــا ضـياعَ الـرَّدِّ يُـنسينا الـسُّؤالْ ..؟

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات