سأستغفرُ الآنَ يا ربِّ - أحمد عفيف النجار
الاربعاء 28 ابريل 2021 الساعة 13:11
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

سأستغفرُ الآنَ يا ربِّ
عن كُلَّ مَن ضلَّ عنْهُم سبيلُ الهدايةِ
فاقْتَرفُوا الحبَّ لا الذنبَ
والسِّلمَ لا الحربَ
كانُوا بأعبائِهم مشغلينَ كثيرًا
يكُدُّونَ حدَّ التهدمِ والانْكسارِ لأجلِ أقلَّ القليلِ
فلم يجدوا المالَ والوقتَ
كي يسمعُوا خُطبةً 
أو يُحنُّوا لحَاهم 
وكي يشترُوا مسبحاتٍ بمدَّ الذراعِ
لذلكَ باغتَهم موتُهم فجأةً
ولم يطرقُوا البابَ بعدُ وما اسْتَغفروا .
سأستغفرُ الآنَ يا ربِّ
عن كفرِ صاحبيَ اللاسعيدِ
الذي اضْطرَّ أنْ يحذفَ الدِّينَ من رأسِهِ 
كي ينامَ قريرًا
لقد أزعجُوهُ بتأييدِ هذا وتكفيرِ هذا وباسْمِكَ يا ربِّ
لكنَّهُ مسلمٌ 
لم يُخِفْ ظِلَّهُ قطُّ 
يمشي الهُوينى على حَذرٍ أنْ تزولَ الجبالُ 
فأرجوووووكَ - سامحْهُ
وادْخِلْهُ جنَّاتِكَ الواسعاتِ
إذا لم يكُنْ باعَها جُندُكَ المُخلصون .
سأستغفرُ الآنَ يا ربِّ
عن ذنبِ جاري الفقيرِ
لقد هدَّهُ الدَّينُ حتى نسى أو تناسى الحَسابَ
وكيفَ سيذكرُ ؟
أيامُهُ كلُّها يا إلهي قضاءٌ لِمَا فاتَ
يقضي صلاةَ العِشاءِ مع الظهرِ 
/ خُبزَ الخريفِ لبردِ الشتاءِ 
على هكذا دائمًا ..
لم يُؤدِّ -ولو مرةً- أيَّ شيءٍ بنفسِ الزمانِ ونفسِ المكان
وإن صُدفةً لم يَدُقَّ عليهِ المُؤجِرُ ليلًا
سيحمدُ نعمةَ هذا العذابِ 
ويكفرُ بالقَدرِ الغيرِ عادلِ 
ثم ينامُ ومازالَ يُرسلُ لعناتِهِ الطيباتِ
على روحِ هذهِ البلاد .
سأستغفرُ الآنَ يا ربُّ
عن أصدقائي السّهارى على "الواتس" و "الفيس" 
والغارقينَ ببحرِ الهوى والغزلْ
والباعثينَ -نكايةَ موتِ الحقيقةِ- كُلَّ مجازِ القُبَلْ
وهذي خطيئةُ عصرِ "النيون"
يُقرَّبُ منّا بعيدَ الجراحِ
فما أسوأَ العيشَ في عالمٍ
يُزعجُ الميتينَ "بضغطةِ زِر" .
سأستغفرُ الآنَ يا ربِّ
مِن سيئاتِ الكتابةِ حينَ تُصلي لليلِ الطغاةِ
ومن نَزقِ الشِّعرِ وهو يُمجَّدُ نهدًا ويسرفُ في قولِ ما لا يُقالُ
ومن شطحاتِ الهواجسِ
منّي ومازلتُ أكتبُ حتى اقْترافِ الخَطايا
وما اجْتَمعَ الشاعرُ الوغدُ يومًا بأنثى القصيدةِ 
إلا وثالثَ جمعِهما كانَ أبليس .
فغفرانكَ اللَّه
يا واهبًا للبلادِ الدجى والردى
والأسى والسنينَ العجاف 
وكُلَّ الذي ليسَ ترجوهُ نفسُ الكريمِ
وما لذَّ أو طابَ من خوفِنا والمجاعاتِ
فالحمدُ دمعًا
على كُلَّ موتٍ جزيلٍ
ونستغفرُ اللَّهَ مِن أنْ نضلَّ / ومِن أنْ نُضِلَّ
وإنْ ذاتَ يومٍ كفرنا بهذي النعم .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات