الطريق إلى سقطرى ١- صلاح بن طوعري
الثلاثاء 11 مايو 2021 الساعة 17:57
الرأي برس - أدب وثقافة

 

تصعد سلم الطائرة، تاركا خلفك تلك المسافات الطويلة المرهقة، لتصل إلى هذه اللحظة.  
"طراب طراب طراب... 
لم يتبق أمامك سوى درجة واحدة! 
جميل، جميل، هأنت تدخل وتمضي باحثا عن  مقعدك المدون رقمه في بطاقة الصعود. 
آآآه، تبا، لقد سبقك أحدهم إليه! 
تبتسمُ إليه قائلا: لو سمحت، هذا مقعدي! 
يضحك، ثم يجيب ساخرا: "يبدو أنك لأول مرة تصعد على متن طائرة يمنية!" 
- نعم، ولأكون صريحا هذه أول مرة أكون فيها على متن طائرة جوية! 
- إذن، سأشرح لك بطريقة أسهل.. 
يقترب من أذنك ليكمل هامسا: طريقة الجلوس هنا عشوائية، مثلها مثل حافلات النقل الجماعي!
أخيرا، تقتنع لتلقي بمؤخرتك إلى أقرب مقعد شاغر. 
صوت كابتن الطائرة: 
"- حان وقت الإقلاع، الرجاء ربط الأحزمة! "

تحاول تفادي رعب هذا الإنذار المفاجئ اللا مألوف، والذي بدأ يمغص بطنك،  لاسيما عند بدء عجلات الطائرة بالسير نحو الإقلاع جوا! 
تتحسس جيبك بحثا عن هاتفك، تفتح رمز القفل أخيرا، وتتجه فورا صوب ملف (الاستديو- خاص سقطرى) لتتصفح صور الطبيعية لبعض مناطق الجزيرة. 
ياااه؛ هنا تبدأ علامات الخوف والإرتباك بالتلاشي. 
في أول صورة: تظهر أشجار دم الأخوين كثيفة العدد على سفح جبلي واحد، وكأنها غابة مظلات خضراء! 
يليها صور لشواطئ عدة غاية في الجمال، ثم صورة لأرض خضراء على قمة جبلية شاهقة تحيطه ركام سحابية خلابة ! 
ثم صور لعدة وديان.. 
فجأة: 
- يبدو أنك لست سقطري! 
تلتفت، وإذ به الراكب الذي بجانبك، لتجيب مبتسما: 
- نعم أنا من محافظة.... 
- تشرفت بك وأنا من محافظة ... 
يسود الصمت قليلا، ثم يعود ليعلق على الصور التي بحوزتك، قائلا: 
"- سقطرى جميلة جدا! وهي إحدى الجزر اليمنية وأكبرها على الإطلاق  بمساحة (٣٦٥٠كم٢). 
وتشكل مع بقية الجزر التابعة لها ( عبدالكوري- سمحة- درسة- كراعيل فرعون )   امتداداً وموقعا جغرافيا  يشكل قوة استراتيجية للأمن القومي اليمني بمختلف جوانبه الاقتصادية والسياسية والعسكرية" 
يسره إصغاؤك الشديد لشرحه، فيتحمس متابعا:
" -و تتميز بشكلها الذي ينتمي للشكل المستطيل والمجزأ معاً و بتضاريس مختلفة تتمثل بسلسلة جبال، وهضبة وسطى، وسهول ساحلية.." 
لم يكن ليتوقف لولا صوت من الخلف، تدخل مقاطعا: 
" لكن وبالرغم  مما تمتلكه جزيرة سقطرى من مقومات جغرافية، تميزها عن باقي جزر العالم، مرورا بموقعها الإستراتيجي الهام الذي يطل على الممر الدولي وحتى  تضاريسها التي تعتبر هبة من الله سبحانه وتعالى فمازالت الجزيرة تعاني من إهمال الحكومة لها وتجاهل معاناة أبنائها المتمثل في نقص وضعف الخدمات الأساسية في كل الجوانب وعدم استغلال موقعها الإستراتيجي بتطوير ميناء الجزيرة وجعله ممر دولي ." 
تتأبطان الصمت، ليعاود قائلا: 
- عذرا على المقاطعة، إلا أن الحديث كان حول مسقط رأسي! 
يبتسم كل منكم للآخر، فيما يطلُ كابتن الطائرة مجددا: 
" السادة الركاب،  لحظات ونهبط في مطار سقطرى الدولى، الرجاء ربط أحزمة الأمان." 

( يتبع...... 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات