الكتابة .. للحديدة - عبدالرحمن الخضر
السبت 19 يونيو 2021 الساعة 12:47
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة


الحديدة .. الحب .. الموسيقى .. السلام .. والحمام  
الثانية عشرة والنصف ليلا وهنا يعزف عمر خورشيد المكان جيتارا في طريقي بين سينما النصر وباب مشرف، وعند الزقاق أتدحرج على نغمة الأوكارديون بين باب مشرف والمطراق ، وتصدح كوكب الشرق: هذه ليلتي وحلم حياتي .. .. كانت هنا فجرا بعد صلاتي حين فتحت فرجة في الباب على فضول في عينيها ترقص بين عينيّ وكأني بجسدي أوركسترا تعزف كل الآلات الموسيقية في آن واحد : الهوي أنت كلّهُ والأماني .. فاملإِ الكأسَ بالغرام وهاتِ.  
إلى مدرسة الثورة الثانوية في ذيل شارع صنعاء وعلى يساري حديقة الشعب ابتدائية  كنت أتعطر بها حتى ليكاد زملائي يشتمونها مني في كل نبضة من عروقي، وحين الاستاذ يكتب المعادلة الجبرية من الدرجة الثانية أقف لأطلب منه: دعي أشرحها للزملاء . .. أنت أنت تشرحها؟ .. نعم ياأستاذ،، وبعينيها في أصبعي وليس الطبشور .. افتح على الصيغة وترقص المعادلة بين يدي .. ويصفق الأستاذ ويصفق الطلاب .. أبدا أيداً  أيها الاستاذ أيها الزملاء .. هي عيناها ولست أنا.. أي عدلٍ انت أيها الحب.
 ويقدح عبد الوهاب بالمقطع الثاني وكأنه استهل سيله على حين غفلة، وتطل ببراعمها الأُولُ نحوِيْ، الزهر هناك وسيفتح عما قليل،  .. أيّ سيل أنت أيتها المرأة : سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعال .. أحبك الآن أكثر ..
كانت قد فتحتْ شقا في الجدار لم أتجرأ عليه ولن،، كنت أسمع سيلها عرما يكاد يفتح كل جدران الدنيا نحوي ... : وحديث في الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولنا أن يقوله :  ياحبيبي وأنت خمري وكأسي ومنى خاطري وبهجة انسي .. ياإلهي  .. فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي .. وغدي في هواك يسبق أمسى .. فلتأت باعد . مالزمن بين يدينا لننتظره هناك .. وتمد يدها وأمد يدي في الشق من الجدار  فتعالَ أحبُّكَ الآن أكثر .. فتعالَيْ أحبِّكِ الآن أكثر ...
بُعيد الفجر حين فتحت فرجة في الباب كانت تقف على بابي وكأن قلبينا قطعة تراززستور من لحم ودم وليسا قطعتين   .. للمرة الأولى تأكدت من طولينا متساويين، كانت شفتاي عند شفتيها وعيناي، في شفتيها في عينيها   .. " وغدي في هواك يسبق أمسي " .. فلتأت ياغدُ .. وإن لم فسنأتي بك،  ونكبر الآن نعلو ونعلو ونعلو: وتصخب الموسيقى في أعالي السماء  بالبرد والسلام: هذه ليلتي .. فقف يازمان ....


19/6/2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات