في تجربة الفنان محمد سعيد نعمان كنوز عذراء دائماً.. وصياد محترف أبداً..!! 1 ــ 3
العبسي فوتوغرافيا - المقالح عبدالكريم
الأحد 1 أغسطس 2021 الساعة 19:14
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 


-1-
 الفنان محمد سعيد نعمان العبسي
وما إن تصل إلى رابع الرباعي.. 
حتى تكون تلقائياً قد حددت اتجاهه الإبداعي:
 "مصور فوتو غرافي"
 لذلك من المؤكد .. لن تنتظر مكافأة أو جائزة من أي نوع كانت.. 
لأنك كغيرك تدرك مسبقاً أن "العبسي"
 اسم شهرة لا يدل ولا يؤدي ولا يشير
 إلا إلى منتهى واحد لا غير:
 فن الرسم بالضوء.. 
وما ذاك إلا لعوامل كثر منها مثلاً: 
تصدر أبناء الأعبوس قائمة الاشتغال بالتصوير الفوتوغرافي
 سواء كعمل مهني أو احتراف فني..!!
لكن ما السبب؟ 
لم هؤلاء بالذات في هذا المجال بعينه..!!
مصادفة..؟!
 لا
 عشق الفن الضوئي..!!؟
 ربما.
وقبل انفجار فضول ما يتساءل عن مسببات هذا الهيام المحدد..
 ثمة إجابة واحدة كاملة نهائية تنبثق من مسيرة هذا الفن المدهش.. 
والذي ارتبط بالأعبوس التي انجبت العبقري الأول.. 
رائد التصوير الفوتوغرافي في اليمن..؟!

 

- 2 -
 

• محمد سعيد نعمان العبسي
•  مواليد 1942م
( لدي أحد عشر ولداً.. منهم أربعة ذكور وسبع إناث 
وللأسف هنا شذت القاعدة "ابن الوز عوام" 
أربعة دكاترة طب واثنان في مجال الفندقة والسياحة.. 
واثنان في التجارة... وواحد خريج ثانوية - حالياً يدرس في ماليزيا –
 ولا أنكر أني حاولت معهم كثيراً حتى يئست.. 
مثلاً ابني ياسر هو الآن في سويسرا مدير لشركة "كوني انترناشيونال" السياحية..  
ظل معي فترة في الاستديو إلى أن قال : 
هذا لا يناسبني، أخذته إلى إيطاليا وهناك درس وتخصص حتى التحق بمجاله)
• بدأ مشوار الفوتوغرافيا عام 1963م إثر تخرجه من الثانوية العامة.
• أصبح رساماً بالضوء منذ أول لقطة وقعها لوالده وهو بين يدي ربه خاشعاً يصلي.. 
(أدهشتني هذه اللقطة وقمت بتكبيرها
 وبدأ حينها حبي للتصوير الفوتو غرافي.. 
وللأسف لا أمتلك هذه الصورة ولا النيجاتيف)
• في ذات العام 1963م وبعد فترة وجيزة على تلك اللقطة اللامنسية..
 استجاب القدر لتطلعات الفتى محمد سعيد..
 (حيث جاءت فرصة للالتحاق بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية..
 كانت تضم مجموعة من مخرجي السينما وخبراء التصوير الفوتوغرافي.. 
وتتلمذت على أيديهم أربعة أعوام..
 كنت أيامها قد تخرجت من الثانوية العامة نهاية عام 1963م
 بعدها حولوني إلى وزارة الإعلام في الصومال 
كمصور فوتوغرافي محترف ومتخصص في المجال الدعائي..
 بعد عامين التحقت بالرئاسة وكنت المصور الرسمي للرئيس الصومالي..
 وفي عام 1967م انتظمت في كورس لمدة ستة أشهر في بريطانيا 
ودخلت المجال السينمائي وعملت مصوراً سينمائياً للأفلام الوثائقية.
وقد قمت بتصوير عدد لا بأس به من هذه النوعية في الصومال.. 
وفي عام 1976م عدت للوطن وبدأت العمل في مجالي الخاص
 للمناظر والمواقع اليمنية وفي المجالات الدعائية والتقاويم السنوية.)
• في العام 1982م بجامعة صنعاء
 أقام الفنان محمد سعيد نعمان معرضه الشخصي الأول
 "المدن اليمنية بين الأمس واليوم"
 وكان برعاية وزارة البلديات والإسكان وقد افتتحه د. عبدالعزيز المقالح..
• له مشاركات عربية ودولية واسعة.. 
سواء على مستوى الفوتوغرافيا أو السينما الوثائقية، 
وكما أي مبدع آخر.. للفنان محمد سعيد نعمان "لو" خاصة به.. 
بعيدة تماماً عن الفوتوغرافيا تأملوا مقالته هذه:
 "لو لم أكن مصوراً فوتوغرافياً لكنت معلماً في مدرسة أساسية..
 هذه هي المهنة التي ظللت فترة من حياتي أحلم بتحقيقها، 
ولا شيء أجمل من أن يحييني تلاميذي وأنا أسير في شارع ما
 ويشيرون نحوي مبتسمين بامتنان أستاذنا.. هذا هو أستاذنا..)

 

- 3 -
الفنان محمد سعيد نعمان ..
 كمبدع في مجال الفوتوغرافيا مثله مثل أي مبدع آخر في اشتغال فني مختلف.. لا بد له من فضاءات وصل متعددة الأطياف والاتجاهات.. تجمع بينه والمتلقي على اختلاف فئاته وشرائحه بما يتيح له عرض أعماله الفنية بأساليب مناسبة سعياً لغايات وأهداف محددة.. تماماً كما أي مبدع يبحث عن الأصداء المنعكسة جراء عملية التلقي.. من آراء وملاحظات ونقد وتحليل.. يأخذ المبدع منها ما يراه يصب في مصلحة تطور وعيه الفني وارتقاء نضجه الفكري.. وعلى نحو يضيف الكثير إلى التجربة الإبداعية وهكذا.. وإذا ما اعتبرنا "بلاط صاحبة الجلالة" إحدى قنوات الاتصال الجماهيري بين المتلقي والفنان ما كان حقله الإبداعي.. شعر- رواية مسرح إلخ.. فإننا مع إبداع له خصوصيته الفنية كالفوتوغرافيا سرعان ما سنكتشف أن حقيقة كتلك لا يمكن تطبيقها حتى نظرياً.. مع فن الرسم بالضوء على الأقل محلياً.. وهي فعلاً صدمة مؤكدة تدل عليها عدد من الشواهد التي ينضاف إليها.. أو تعززها تجارب فوتوغرافيين كثر أمثال الفنان سعيد نعمان.. والذي استخلص من مواقفه مع الصحافة مبدأ أول وكبير ووحيد مفاده أن (مساحة فن التصوير في الساحة الثقافية منعدمة تماماً) وليس هذا كل شيء.. أو بعبارة أدق حسب ذات المبدأ ثمة ويل أعظم من ويل.. حيث أن (الصحف والمجلات لا تعطي مكافأة مالية للمصور.. فقط يأخذون منه الصور بدون مقابل - مردود مادي يذكر- والبعض لا يهتم.. فيعرض لك صورة واحدة في عدد ما.. ثم يرمي بباقي المجموعة التي استلمها منك في المهملات..!!)
وإذا ما انتقلنا إلى المعارض الفنية - كأحد أهم جسور الوصل بين الفنان وجمهوره المتلقي - فإننا مجدداً سنصطدم برتل من العراقيل وردم شاهق من الصعاب المشارفات آفاق المستحيل ..ولعل أبرزها ضخامة الكلفة المالية للتجهيزات الفنية والتي يقابلها - خلال المعرض وبعد انقضائه - ضآلة المبيعات بل وندرتها من الأعمال الفوتوغرافية المعروضة والتي تكون على شكل لوحات مختلفة المواصفات متفاوتة الأسعار تبعاً لمعايير مثل : قياس اللوحة .. نوع التجهيز..
وعليه..  وحسب الفنان سعيد نعمان.. فإن (الكثير من زوار الجاليري هنا أو ممن نقابلهم في معرض شخصي.. يشكون من الأسعار الكبيرة للوحات بما يحول دون اقتناء الجمهور لها.. وهناك من طرح فكرة طبع وإخراج نوعيات معينة من اللوحات تكون منخفضة السعر.. والحقيقة أننا فكرنا في هذا كثيراً وخرجنا بنتيجة مؤداها: أن لا جدوى من ذلك لأسباب منها: صعوبة عمل لوحة بسعر 2000 أو 3000 ريال.. لأن اللوحة لا شأن لها بالثمن بل في تجهيزاتها الفنية.. فمثلاً لوحة قياس 50*70سم سيكلف بروازها 100 دولار لتباع بـ (150) أو (200) دولار أما إذا كانت بنوعية كبس فلها سعر آخر ربما أعلى من الأول.. وهذه اللوحات لها جمهورها)
 إنها إشكالية كبرى.. عصية التغاضي وربما التجاوز.. لا غرو إن استحالت عند أحد فناني الرسم بالضوء إلى هاجس مؤرق لا سبيل إلى الخلاص منه إلا بإطفاء شعلته وتسكين وسوسته الهادرة وذلك بابتكار وسائل ناجعة تعمل على حل معضلة كهذه ... وهو تماماً ما حدث لحد نسبي مع الفنان سعيد نعمان والذي أقدم على مشروعه الجريء: "المجموعة الذهبية".. وهو عبارة عن "30 بطاقة بريدية ملونة فيها أكثر من 50 لقطة.. حيث أن بعض البطاقات احتوت على أكثر من صورتين إلى أربع صور..).
ورغم ما اعترض هذا المشروع من منغصات ومطبات على صعيد التسويق والتوزيع إلا أن الفنان سعيد نعمان سرعان ما تعامى عن ذلك كله مستفيداً من تجربة "المجموعة الذهبية" عندما أقدم على مغامرة أخرى.. وما ذاك إلا تصميم منه.. تدفعه إرادة فولاذية للمضي قدماً من أجل مشارفة آفاق بكر رسمها لنفسه وحددها رسالة لإبداعه في الحياة هدفها الأساس المجتمع بكل أطيافه وشرائحه.. محققاً بذلك غايات مثلى تتجاوز البذار الأولى التي أينعت مجموعته الذهبية وتاليتها: "بلدة طيبة".

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات