سماء بلا نجوم - صالح بحرق
الأحد 10 اكتوبر 2021 الساعة 20:28
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة


كانت تلك الليلة ليلة ظلماء بلا نجوم،تجوس بين الدار اخبار متضاربة، عن فقد سبعة من أبناء القرية في وسط البحر،جلس سالم في تلك الليلة يفكر في الأمر ويتساءل: هل ياترى اخي معهم؟ فهو لا يجيد السباحة، وعصفت به في الحال الافكار والهواجس، واقلقت مضجعه، فذهب إلى سوق القرية، كان الناس مجتمعين حلقا حلقا، يتحدثون في هذا الموضوع، والنساء يتلصصن من النوافذ والأبواب، والقرية يلفها ظلام الليل، وتمتليء ازقتها بالاسرار:
صنبوق بو سالم تحطم وغاص بمن فيه،قال كرامة الشايب ذلك، ورد أبو زهرة:وعبري بن الغيور فقد ثلاثة من بحريته، وواحد نجا. وعبري التركي لا احد خرج منه سالما، كان سالم يستمع إلى هذه الأخبار ولا يجد ذكرا لاخيه المفقود، كانت القرية تسرح في هذه الشائعات، هذه الليلة وكل ليلة، فأغلب حياة الناس هنا على الخرافة، لكن هذه الحادثة بالذات تسربلت بالحقيقة والخيال، ولذلك قال العم مبروك: ياكبدي على ياسر لقد التقمه الحوت.
 وقال بو سعيد: جرفت باخرة عملاقة جسد توفيق فاذابته، و قال همام: جثة خميس الشايب الذي تتزوج البارحة وذهب إلى البحر خرجت سوداء.
 وهنا دار حديث أسر به سالم فقال الابيض: سليم اخو سالم بالرغم من أنه لا يجيد السباحة إلا أنه نجا! فتهللت اسارير سالم وانطلق يبث البشرى لزوجة أخيه، كانت في حوش الأغنام تحلب الشاه فأخبرها بالخبر ومن فرحتها احتضنته، وراحت تبث الخبر لوالدتها، أما سالم فراح يخامره احساس جميل، مالبث أن طواه ليل القرية الدامس.
وتناهى في أحد البيوت صوت باك عقبه عويل وصراخ اهتزت له القرية التي راحت تصارع الظلام والمجهول.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات