صنعاء .. في فندق أموي - عبد الله البردوني
الاربعاء 13 اكتوبر 2021 الساعة 17:17
الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة

 

توهّمْتُ أني غبتُ عن هذه الرَّوعى
فمن أينَ جاءتْ تسحرُ الغرفةَ الصرعى
تهامسني في كلّ شيءٍ .. تقولُ لي:
إلى أين عني راحلٌ؟ .. خفف المسعى

*
ومَنْ هذه الرَّوعى؟ أظنُّ وأمتري
وأدري... وينسيني لظىً داخلي أقعى
أما هذه (صنعا)؟ نعم إنها هنا
بطلعتها الجذلى، بقامتِها الفَرْعا
بخضرتها الكَحْلى، بنكهةِ بَوْحِها
برَيَّا روابيها، بعِطْريَّةِ المرعى

*
أما كنتِ في قلبي حضوراً على النَّوى؟
ولكن حضورَ القُرْبِ عندَ الأسى أدعى
سهرت وإيّاها نَهُدُّ ونَبْتَني
ومن جذْرِها نُفني المؤامَرَةَ الشَّنْعا
أصوغُ وإيَّاها ولادة (يحصبٍ)
أُغني وإيَّاها: (أيا بارقَ الجرعا)
نطيرُ إلى الآتي ونخشى غيوبَهْ
نفر من الماضي، ونهفو إلى الرُّجعى
ومن جمرِ عينَيها أشبُّ قصيدةً
ومن جبهتي تمتصُّ رنَّاتها الوَجعى

*
طلبتُ فطورَ اثنينِ: قالوا بأنني
وحيدٌ .. فقلتُ اثنين، إنَّ معي (صنعا)
أكلتُ وإيَّاها رغيفاً ونشرةً
هنا أكلَتْنا هذه النشرةُ الأفعى
وكانت لألحاظِ الزوايا غرابةٌ
وكانتْ تديرُ السقفَ، إغماءةٌ صلعا

*
ضبابيةُ الأخبارِ، تدرينَ سرَّها؟
أتُصغي؟ ومَن منَّا بمأساتنا أوعى؟
يُعزُّونَنا من كلِّ بوقٍ كأنَّهُمْ
لحبِّ الضحايا، من سكاكينهم أرعى

***
زمانٌ بلا نوعيَّةٍ، ساقَ ويلُهُ
متاخيمَ، يقتاتونَ أفئدةَ الجوعى
لماذا أنا منعى المحبينَ والعدا؟
لكي يُصبح القُتَّال قتلى بلا منعى

 

أكتوبر1977م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات