غصنٌ من سدرةِ النُّورِ - أحمد المعرسي
الاربعاء 14 يونيو 2023 الساعة 18:34
الرأي برس - أدب وثقافة

 

بجمالِهِ تتعطرُ الأرواحُ
 
 وتُحِبُّـهُ المشكاةُ والمصباحُ

وسناهُ جناتُ النعيمِ، وحسنُها
 
 والبابُ، والبوَّابُ، والمفتاحُ

ما بينَ مِحْجَرِهِ وروضةِ قلبهِ
 
 صُعِقَ الكليمُ، وخُطَّتِ الألواحُ

ويَصيحُ من طُورِ القصيدةِ هاتفٌ:
 
 من ماتَ شوقاً ما عليهِ جُناحُ!

فاضربْ عصا المعنى ببحرِ غرامِهِ
 
 موسى هواكَ المدمعُ الفضَّاحُ

ما للأحبةِ بعدَ شَهدِ وصالِهمْ
 
 غابوا، وللوجهِ البهيِّ أشاحوا؟!

وأنا الذي في الوصلِ أسفحُ مهجتي
 
 وإذا هُجِرْتُ فمدمعي السَّفاحُ

روحي فداكَ وصَلْتَ أو قاطعتني
 
 فدمي لِسيَّافِ الغرامِ مُباحُ

يا غُرَّةَ النُّورِ التي في ضوئِها
 
 غُرِسَتْ قلوبُ العارفينَ؛ ففاحوا

في مُلتقى الأشواقِ يجلسُ شاعرٌ
 
 مضنىً لطوفانِ الحنينِ مُتاحُ

وتقولُ بسملةُ الوجودِ: محمدٌ
 
 قلبُ الزمانِ، ووجههُ الوضَّاحُ

الكونُ مفتونٌ بمعناهُ الذي
 
 منهُ على كتفِ الغيوبِ وِشاحُ
     

يا كفَّةَ الإحسانِ، نبضُ قصيدتي
 
 متفاعِلنْ، وهِزَارُهُ صدَّاحُ

لكَ في الضمائرِ مهجةٌ موصولةٌ
 
 بالحبِّ نَكَّرَ حالَها الشُّراحُ

فإذا ذُكِرْتَ غدا فؤادي (طيبةً)
 
 من خلفِ خندقِها تثورُ رياحُ

وإذا أنارَ خيالُ وصفِكَ لم يخفْ
 
 خرقَ السَّفينةِ في الدجى ملاّحُ

ويقولُ حالي: مَنِّ قلبَكَ باللقا
 
 إنَّ الأماني للقلوبِ جَنَاحُ

فالحبُّ رأسُ المالِ فاخْرِجْ حقَّهُ
 
 شوقاً؛ فإنَّ دموعَكَ الأرباحُ

من حبَّ محرابَ الجمالِ محمداً
 
 سكنت دياجي حُزْنِهِ الأفراحُ

نورٌ تَعَتَّقَ بالجمالِ، ودهشةٌ
 
 كم سال من أحداقِها الإصباحُ

بَرٌّ رحيمٌ ما تألمَ خافقٌ
 
 إلا وثارتْ في حشاهُ جِراحُ

وتقولُ بَدْرٌ: قلبُ طه رحمةٌ
 
 وقلوبُ سكانِ القَليبِ رِماحُ

وكأنني أُحُدٌ أُنادى: اثبتْ على
 
 كتفيكَ جاءَ الصالحونَ وراحوا

أيُشجُّ وجهُ المصطفى؟ لا، إنما
 
 طُعِنَتْ قلوبُ العارفينَ فصاحوا:

بينَ الشَّريعةِ والحقيقةِ طعنةٌ
 
 ودمٌ يسيلُ، وجرحُهُ الفوَّاحُ

يا خيرَ من ركبَ البراقَ، مشاعري
 
 مبسوطةٌ مثلَ البُراقِ فِساحُ

أقمِ الصلاةَ بسفحِ روحي مرّةً
 
 حتى تغادرَ مهجتي الأشباحُ

عرشُ المحبّةِ دمعةٌ مصلوبةٌ
 
 في قلبِ جِذعٍ للمنى تجتاحُ

ويلوحُ لي الشِّعْبُ المحاصرُ، قائلاً:
 
 شَرِبَتْ سرابَ مياهِها الأقداحُ

فانحرْ فؤادَكَ، إن قلبي جَنَّةٌ
 
 بَطَشَتْ بآدمِ ذنبِها التفاحُ

شعر/ أحمد المعرسي

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

متعلقات